شهد الأسبوع الماضي في اليمن استخدام العنف الأكثر وحشية — القناصة والخطف والغاز المميت — ضد المظاهرات الجماهيرية السلمية. ولكن شكلت الهجمات دافعاً انضمام فئات جديدة إلى الحركة الجماهيرية. لقد أعلن عدد من جنرالات حزب الرئيس ومن المناطق التحرر من النظام.

ليلة الثلاثاء 8 آذار / مارس، آان هناك هجوم على ساحة الجامعة في العاصمة صنعاء حيث مئات الآلاف آانوا يحتجون. وقتل اثنان وجرح 100 شخصاً على أيدي القوات الخاصة التي آانت ترتدي زي حراس الأمن، وقناصة على أسطح المباني المجاورة، والحرس الجمهوري الذي استخدم الغاز المميت وأطلق النار. ووقعت أبشع الهجمات حتى الآن في يوم السبت 12 أذار / مارس، حين أصيب أآثر من 1000 شخص، منهم مائة مصابة بأعيرة نارية شديدة، وقتل ثلاثة أشخاص، واحد منهم قتل برصاص قناص في رأسه.

وكان رد الجماهير غاضباً للغاية، وآانت ضحية القناصة خريج امعة غير متزوج ويبلغ عمره 32 عاما. وقتل وهو في مكان عمله في الميدان، يحمل الصور التي التقطت من الهجمات السابقة.

في جميع أنحاء البلاد، قتل 20 شخصاً خلال الأسبوع الماضي: خمسة في عدن، واثنان في المكلا (وهما طفلان)، وستة في صنعاء، واثنان في محافظة عمران، واثنان في ذمار، واثنان في البيضة. إن الغاز القاتل المستخدم والمعروف باسم في أآس، وهو غاز الأعصاب قد وضع أصلاً لقتل الحشرات، واستخدم في وقت لاحق من قبل وآالة المخابرات المرآزية الأمريكية، وقدم 5 طن منه إلى النظام اليمني من قبل السلطات الأمريكية من أجل "محاربة الإرهاب". ويعتقد أن يكون هذا الغاز المستخدم من قبل صدام حسين ضد الأآراد في 1988.

ولكن على الرغم من هذا العنف الوحشي، استمرت الثورة. وقد أعلن شيخ من أآبر قبيلة في اليمن، الباقل، أن على الرئيس أن يرحل، مشيراً إلى أنه ليس هناك مجال للحوار بعد ما حدث يوم الثلاثاء والسبت. وأعلن جنرالان آخران استقالتهما من حزب الرئيس، وهما قائدان للقوات في إحدى بوابات ساحة الجامعة، وانضما إلى الساحة وآشفا أسرار الحروب الأهلية الستة في شمال البلاد. ووعد الشيخ والجنرالان أن يحموا الحركة الجماهيرية.

وفي منطقة الجواف في الشمال، على الحدود مع المملكة العربية السعودية، فقد النظام السيطرة تماماً، وسيطر المحتجون على المباني الحكومية ومجالس المدن، آما هجر عدد من الجنود الأفواج وترآوا سلاحهم وارتدوا ملابس مدنية.

وفي مأرب، جاء الحاآم وأتباعه لـ"ينصحوا" الشباب في الساحة بإنهاء احتجاجهم والعودة إلى بيوتهم وانتظار الانتخابات. وبينما آان يتحدث الحاآم، بدأ أتباعه الحمقى بضرب واعتقال الشبان وثم فتحوا النار.وأصيب 37 شخصاً بإصابات خطيرة. إحدى القبائل التي ينتمي إليها بعض الشبان الذين أصيبوا أشعلوا النار وفجروا أنبوب نفط ينقل 100000 برميل يومياً. إن هذه المنطقة الغنية بالنفط لم تستفد يوماً من إيرادات النفط، في حين أنه لا يوجد طرق أو بنية تحتية أو مدارس أو مستشفيات. لقد أشعلت الثورة الغضب النابع من 15 عاماً من استغلال النفط، حيث تنقسم ملكية النفط بين الشرآة النمساوية أو أم في، ورئيس الجمهورية.

وقد حاولت الولايات المتحدة إنقاذ الرئيس، محذرة من "التطور الليبي" إذا لم تتفواض المعارضة الرسمية مع النظام، فهي تخشى سقوط الرئيس الدمية لها نتيجة لأعمال العنف خلال الأسبوع الماضي.

لقد واجهت الثورات في المنطقة العنف الوحشي على أيدي الأنظمة وتمكنت من إسقاط الطغاة. إن سقوط صالح هو في متناول اليد للحرآة. ومع ذلك وبالنسبة للثوار فمن المهم أن يذهبوا أبعد من ذلك. إن النظام ليس فرد واحد. في مصر، حوالي خمسة ملايين نسمة آانت "جزءا من النظام" على مستويات مختلفة، وآانت أيدي وأدوات الديكتاتور القديم. في اليمن، وبحسب ما هو مسجل، يقدر أن نحو ثلاثة ملايين شخص هم أعضاء في حزب النظام. الثورة عليها أن تبني بديلها — من أجل جمعية تأسيسية عبر بناء لجان ثورية من ممثلين منتخبين ديمقراطياً. هناك حاجة إلى لجان في أماآن العمل والجامعات والمدن والمجتمعات الريفية. يدعو الاشتراآيون إلى تأميم النفط وجميع الموارد الطبيعية. وينبغي مصادرة جميع الثروات المتصلة بالنظام القديم وطرد الولايات المتحدة والسعودية الإمبرياليتين. ويجب استبدال الرأسمالية بالاشتراآية الديمقراطية لتحقيق التغيير الحقيقي.