احتجاجات في اسرائيل ضد الهجوم على قطاع غزة ![]() تل أبيب: نحو 10000 من اليهود والعرب في احتجاج ناشط على الحرب. الألوف ومعظمهم من الاسرائيليين الفلسطينيين يتظاهرون في شمال اسرائيل 2,303
بعد ما يبدو انه الاسبوع الاكثر قاتلا من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي منذ 40 عاما، تظاهر العديد في جميع أنحاء العالم احتجاجا على الأعمال الوحشية للنظام الإسرائيلي. وقد نظم احتجاجان رئيسيان في اسرائيل، على خلفية تحركات وحشية ومناهضة ضد الديمقراطية من جانب النظام لاسكات المعارضة للحرب وشملت تهديدات من قبل اجهزة المخابرات واعتقالات جماعية في الأسبوع الأخير، لا سيما لفلسطينيين اسرائليين — 300 ويعتقد أنهم لا يزالون محتجزون. وحاولت الشرطة منع التظاهرة المقررة في 3 كانون الثاني / يناير في تل ابيب، مدعيةان التلويح بالعلم الفلسطيني في تل أبيب هو ازعاج للسلام العام. وقررت المحكمة العليا، في حين أنها موافقة على الإجراءات التي اتخذها النظام حول القضايا الكبرى، بما فيها ما يعترف به في القانون الدولي كجرائم حرب، أن هذا هو محرج للغاية ووافقت على المظاهرة. كما اننا نادينا ومعنا الغير من حولنا: "نريد السلام؟ فيجب ان نناضل! — وقف التفجيرات! * أوقفوا الحرب! * لا لإطلاق صواريخ القسام! * رفع الحصار! * وضع حد للاحتلال! * اسقاط الجدار * تفكيك المستوطنات! * إنهاء الفصل * تدمير العنصرية * * إنهاء نظام الاستغلال والهيبة * إنهاء نظام رأس المال والحروب * هل تريد السلام؟ فيجب ان نناضل!" وفقط لتوضيح الصورة، ففي برنامج نهاية الاسبوع للتلفزيون الاخباري التابع للحكومة، والذي يستمر لمدة ساعتين تقريبا، لم تظهر صورة واحدة من داخل قطاع غزة، لكنه ظهر كثير من الصور للساسة والجنرالات، وانتهى التقرير حول صناعة الشوكولا في إسرائيل! وهذا ليس فقط سيطرة على وسائل الاعلام. حتى الصحافة الدولية التي من شأنها أن تغطي الهجمات تجد صعوبة في ذلك لأنها ممنوعة عن الدخول الى غزة من قبل الجيش. صحفيان لقناة الجزيرة اعتقلا لانهما اقتربا مسافة "قريبة جدا" من قطاع غزة. وعلى أي حال المراسلون المجندون من اسرائيل يقدمون التقارير التي تأتي من المتحدثين باسم الجيش ليصدقونها. الاخبار مهمشة والضحايا الفلسطينية من النادر ان تُذكر. وسائل الاعلام الاسرائيلية حتى لا تذكر، على سبيل المثال، أن نسبة الضحايا الآن هي 1:100 — وأحيانا، تقال الأخبار ببساطة كما يقولها باراك: " يقتل نحو 400 من حماس والمنظمات الارهابية ". دعايات وتزوير آلة الطبقة الحاكمة مجرد هائل. التقارير عن الاحتجاجات في أنحاء العالم تورد أيضا في غاية اتهام، ملمحة في بعض الأحيان أن أي انتقادات دولية للنظام الإسرائيلي تعني معاداة السامية. ان سيطرة قوى اليمين مثل الحركة الإسلامية على مظاهرة سخنين هي حقيقة لم تسقط من السماء. ان حداش متناثرة — علامة على الانقسام الوطني الهائل، والضعف في بعض القاعدة المؤيدة من الفلسطينيين الاسرائيليين في السنوات الأخيرة، كما ظهر أيضا في انتخابات البلدية الأخيرة في هذه المدينة وبعض المدن الأخرى. للأسف علامة اليأس هذه هي بسبب الحزب الشيوعي / حداش ودوره كطرف فعال يقف وراء الأحداث ولكن مع التركيز على الحصول على تجميل بسيط لتحديد القانون، وليس لبناء حركة. ففي حين أن بعض هذه الإصلاحات الصغيرة جيدة، هناك الكثير مما يمكن تحقيقه اذا كان نهج حداش بناء نضالا جماهيريا. من المحزن أن هناك أمثلة على هذا السلوك عند التحالف الانتخابي، بالتعاون مع الحركة الإسلامية في بعض المجالات بدلا من وضع بديل، وبشكل أخص تعاون حداش مع حزب ليبرمان "اسرائيل بيتنا") في حيفا، حيث الاثنان في نفس التحالف. وفي حيفا أعربوا عن تأييدهم لانتخاب رئيس البلدية الحالي من حزب كديما الرئيسي للحكومة وكما يدّعى لمنع مرشحي لبرمان من اتخاذ المهمة. هذا هو التفسير للفراغ السياسي الكبير، وللحقيقة أن مثل هذه التظاهرات الكبيرة تتأثر أكثر من منظمات اليمين. أكثر من 500 فلسطيني قتلموا في 9 أيام فقط، 30 منهم منذ بدء العملية البرية. آلاف الجرحى، ومئات الآلاف من المنازل التي دمرت في قطاع غزة الصغير، وبالطبع هناك أيضا آثار ضارة جدا على الجماهير العربية واليهودية داخل إسرائيل. ولكن حتى الآن، في نهاية يوم السبت في مسيرة في تل أبيب، سمعنا أنباء مروعة عن بدء عملية غزو بري ولبدء اسبوع آخر من المذابح. كما سيكون من جديد اسبوع من الاحتجاجات. المظاهرة في تل ابيب تدل على الان التحرك المشترك بين اليهود والعرب ضد الحرب، يمكن ويجب أن يتوسع بشدة على الرغم من القمع. الطبقة الحاكمة في اسرائيل تستغل مخاوف الطبقة العاملة اليهودية، وهذه الهجمات تُبرر بشكل لا يصدق ويُشرح بصوت واحد بأن "لا خيار الا الحرب". يفعلون ذلك لتبرير محاولتهم اليائسة للهروب من الأزمة السياسية العميقة، وخاصة لمحو الذل من هزائم استراتيجياتها خلال السنوات الأخيرة. ولكن ستأتي ناس الطبقة العاملة ايضا لتحقيق ذلك عاجلا أم آجلا، فانهم يتعرضون للخداع بشراسة، والانزلاق في صراع دموي ضد مصلحتهم، وسوف ينظرون في أعداد متزايدة لخيار آخر. الحركة ضد الحرب يجب أن تحاول التوصل إلى هؤلاء الناس على الرغم من المزاج الصعب جدا. فعلى أساس التضامن والأفكار الاشتراكية يمكن تحقيق هذا الذي هو الطريق الوحيد إلى الأمام. | ![]() المقالات الأخيرة في الموقع |