يوم الأرض 2024 أوقفوا العدوان الدموي، التجويع والحصار ![]() مسيرة يوم الأرض في دير حنا 30.03.24 (تصوير: نضال اشتراكي) لنُنظم إضراب عام لوقف المجزرة في غزة بروح إضراب يوم الأرض التاريخي و"إضراب الكرامة" ■ منشور وزععوه نشطاء حركة نضال اشتراكي في مسيرة يوم الأرض في دير حنا في 30.03.24 386
في 30 آذار، قبل 48 عامًا، اندلع التمرّد التاريخي ضد نهب الأراضي في الجليل، سلب الأملاك وقمع الفلسطينيين في أراضي 1948 و1967 — إضراب يوم الأرض. في 30 آذار، قبل 6 سنوات، اندلع الاحتجاج الجماهيري التاريخي داخل الجدار الذي يسجن مليوني فلسطيني في غزة — مسيرات العودة. إنتفض عشرات الآلاف رفضًا للموت البطيء تحت الحصار المفروض على القطاع. بعد ال-7 من أكتوبر انتقلت حكومة نتنياهو-غانتس-بن غفير والجنرالات في الجيش الإسرائيلي، بدعم من الإمبريالية الأمريكية، من الخنق البطيء لسكان القطاع إلى العدوان الإبادي الكارثي. ارتفع عدد الشهداء الرسمي في العدوان على القطاع إلى أكثر من 32 ألف فلسطيني من النساء والرجال والأطفال. ولا يزال آلاف الشهداء الآخرين تحت الأنقاض. لم يتوقف التجويع الممنهج لمئات آلاف الأسر. لقد استشهد العشرات من الأطفال جوعًا وآلاف آخرين يواجهون خطر الموت. وتواصل حكومة الدماء في الهجمات على المستشفيات وتدمير البنية التحتية في القطاع بشكل ممنهج. تستغل الحكومة أهوال مجزرة 7 أكتوبر في بلدات الجنوب بشكل ساخر أيضًا لكي تستمر في الاعتداءات الدموية على سكان الضفة الغربية، والتهديدات بتوسيع الاجتياح إلى رفح والقصف والاغتيالات في لبنان وسوريا التي يمكن أن تشعل حربا إقليمية. سيستمر التمرد ضد نظام الاحتلال والقمع القومي في 30 آذار من هذا العام أيضًا. يحيي ملايين في جميع أنحاء العالم ذكرى "يوم الأرض" ليس كحدث تاريخي فحسب، بل كيوم نضال. ويجري بالفعل تنظيم عدة فعاليات تضامنًا مع الجماهير الفلسطينية، بالتزامن مع المسيرات والاحتجاجات في أراضي 1967 و1948.
كيف يمكن وقف العدوان؟رغم الملاحقة السياسية القومية ومستويات القمع التي تشبه أيام الحكم العسكري، يتزايد عدد المظاهرات ضد العدوان على غزة في مناطق 48 أيضًا. يجب أن يصبح يوم الأرض هذا العام لنقطة تحوُّل في التعبئة الدولية والمحلية للنضال، بما في ذلك اتخاذ خطوات الإضراب بروح "إضراب الكرامة" الفلسطيني في أيار 2021، وضد تهديد اجتياح رفح والمجزرة المستمرة في غزة، والمطالبة بوقف كامل لإطلاق النار والوقف الفوري للحرب، وخروج كافة قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع ورفع الحصار الخانق الذي يُجوّع مئات الآلاف من العائلات.
إقتراحاتنا لبناء النضال
تخشى الحكومة من انتفاضة شعبية فلسطينية في مناطق 67 وفي مناطق 48. إضافةً إلى ذلك شعبية الحكومة منخفضة وهي تخشى تطور الاحتجاجات ضدها من جهة الجمهور اليهودي-الاسرائيلي أيضًا. بعد مرور ما يقارب من نصف عام على الأزمة الدموية، يتزايد غضب الجمهور الإسرائيلي تجاه الحكومة بسبب كيفية تعاملها مع أزمة المختطفين، و"فشل" 7 أكتوبر، واستمرار الهجمات المناهضة-للديمقراطية، والأزمة الاقتصادية المتفاقمة. هذه تؤجج الاحتجاجات من أجل انتخابات جديدة. بحسب استطلاع للرأي أجري في نهاية شهر فبراير، فإن 58.7٪ من الجمهور في اسرائيل يؤيد اتفاق إطلاق سراح المختطفين الذي يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 120 يومًا، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وعودة سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم. لكن ترفض الحكومة اتفاق وقف إطلاق النار هذا، وتعارض عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة. ومن أجل تعزيز هيبتها، فهي مستعدة ليس فقط لذبح عشرات الآلاف من الفلسطينيين حيث تُجرِّدهم من إنسانيتهم، بل أيضا للتضحية بحياة المختطفين الإسرائيليين رغم ادعاءاتها بأنها تعمل على إنقاذهم. تتمتع النقابات العمالية بالقوة التي يمكنها ويجب عليها استخدامها لصالح النضال من أجل إنقاذ جمهور العمال والعاملات من جميع المجتمعات القومية من الأزمة الدموية. يتخذ رئيس الهستدروت بار ديفيد موقفا إجراميا في دعم الحرب. ولكن الإضراب الذي استمر 100 دقيقة تعاطفا مع المختطفين، رغم أنه لم يشمل أي متطلبات من الحكومة، أظهر إمكانية ممارسة الضغط على الهستدروت لاستخدام قوتها في هذه الأزمة. من الضروري تنظيم وبناء ضغط هائل في النقابات داخل الهستدروت وخارجه، لمطالبة الهستدروت بتغيير الاتجاه والانضمام قولا وفعلا إلى النضال من أجل صفقة "الكل مقابل الكل" ووقف شامل للحرب.
النضال من أجل تغيير جذريمنذ الأيام الأولى للحرب دعت نقابات العمال الفلسطينية حركة العمال والعاملات الدولية إلى اتخاذ موقف ضد العدوان بل والتدخل بشكل فعلي لوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. لقد نجحت حركة الاحتجاج الدولية بالفعل في الضغط على الحكومات التي تدعم وتُسلّح آلة الحرب الإسرائيلية. وما كانت إعلانات وقف شحنات الأسلحة من كندا والتهديدات المماثلة من حكومات رأسمالية أخرى (رغم أنها منافقة وغير مُلزِمة) لتحدث لو لم يشارك الملايين في مظاهرات ضخمة ومسيرات وفعاليات احتجاجية وحتى إضرابات. فضلا عن قلق نظام بايدن من عواقب اجتياح شامل لرفح. ولكن علينا أن نزيد الضغط أكثر. تشير الخطوات التي اتخذتها مجموعات من العمال والمتظاهرين، من الهند، بلجيكا حتى الولايات المتحدة لوقف شحنات الأسلحة، إلى الاتجاه المطلوب. إن توسُّع المظاهرات في الأردن ومصر هو أيضا أحد السيناريوهات التي ترعب النظام الإسرائيلي والإمبريالية الأمريكية. إن النضال، بالطبع، ليس فقط ضد نتنياهو واليمين المتطرف. إنه ضد أجندة جميع أحزاب المؤسسة وضد المنظومة الرأسمالية القمعية برمتها، وضد الكوارث التي خلقها الحصار والاحتلال والقوى الإمبريالية التي تُسَلِّح وتُمَوِّل القتل الجماعي. لذلك نضالنا هو من أجل حل جذري، من أجل بديل اشتراكي، مع إدراك أنه لا تحرير قومي واجتماعي، ولا إمكانية للحياة بمساواة وأمن لأي أحد في المنطقة دون نضال لإسقاط الحصار، الاحتلال، القمع القومي، الفقر ونظام رأس المال.
نُناضل من أجل:
من نحن؟حركة النضال الاشتراكيّ هي جزء من حركة البديل الاشتراكي الدولي (ISA)، التي تنشط في حوالي 30 دولة، من جنوب إفريقيا إلى تونس، من بلجيكا إلى الولايات المتحدة ومن المكسيك إلى الصين. في مواجهة نظام رأسمالي قائم على الحروب الامبريالية، الاحتلال، الاستغلال، الفقر، اضطهاد النساء وأزمة المناخ، نناضل من أجل التغيير الاشتراكي للمجتمع. نحن نبني فرع ال-ISA هنا في فلسطين-إسرائيل من خلال المشاركة في النضال ضدّ العدوان على غزة، الحصار، الاحتلال والقمع القوميّ، ومن خلال المشاركة في النضالات الاجتماعيّة من النضال النسوي والنضال المناخي إلى النضالات العماليّة والنقابيّة. إنضموا إلينا! | ![]() مسيرة يوم الأرض في دير حنا 30.03.24 (تصوير: نضال اشتراكي) المقالات الأخيرة في الموقع |