مقابلة فيديو عن حركتنا والحرب على غزة والنضال الفلسطيني ![]() مقابلة أجراها وسام أبو حسون الناشط الاشتراكي السوري من مجموعة "الموجة الأممية" مع عضو حركة النضال الاشتراكي أوري بار شالوم أغمون. يتطرق الحديث إلى حركة النضال الاشتراكي والاحتجاجات ضد الحرب الأخيرة على غزة وموقفنا بنسبة لترويج النضال الفلسطيني من أجل التحرير الوطني. ما هي حركة النضال الاشتراكي وما هي أهدافها؟ ما هو موقفكم تجاه الحرب الأخيرة على غزة وعن التطورات الأخيرة في الصراع القومي؟ ما هي استراتيجيتكم لترويج النضال الفلسطيني من أجل التحرر الوطني؟ 1,020
ما هي حركة النضال الاشتراكي وما هي أهدافها؟"حركة النضال الاشتراكي هي الفرع الإسرائيلي الفلسطيني لحركة ISA -البديل الاشتراكي الدولي — وهي حركة اشتراكية ماركسية تعمل في حوالي 30 دولة حول العالم — من جنوب إفريقيا إلى السويد، ومن الصين إلى الولايات المتحدة، ولدينا أيضًا وجود معين في الشرق الأوسط. هدفنا هو تأسيس مجتمع اشتراكي على المستوى الدولي. هذا هو الرد المَنهجي على الرأسمالية والإمبريالية ونظام الأزمة الذي يُديم عدم المساواة والقمع والأزمة البيئية الشديدة. تؤكد النضالات الجماهيرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 2011، وكذلك في السنوات الأخيرة، على الاشمئزاز من الشروط التي يفرِضها هذا النظام، وطموحات الجماهير إلى تغيير عميق. الانتفاضة الأولية التي قادها الشباب الفلسطيني خلال الأحداث الدامية في شهر رمضان الأخير هي جزء من اتجاه إقليمي. واستلهم هذا الشباب، من بين أمور أخرى، من جرأة جيل جديد في جميع أنحاء المنطقة الذي ينتفض ويناضل من أجل تغيير المجتمع. تشارك حركنا وتلتزم بنجاح النضال الفلسطيني من أجل التحرر من القمع القومي، وتلتزم بنجاح النضالات من أجل ظروف العمل وظروف المعيشة في جميع المجتمعات الوطنية، كجزء من الالتزام بنجاح النضال ضد الرأسمالية الإسرائيلية، ضد الإمبريالية ومن أجل الربيع الاشتراكي. بصفتِنا اشتراكيين، فإننا نعارض بشدة جميع أشكال الاضطهاد القومي الذي يمارسه النظام الصهيوني الرأسمالي تجاه الفلسطينيين. وهذا يشمُل، بالطبع، معارضة حصار غزة واحتلال الضفة الغربية، ولكن أيضًا معارضة التمييز والقمع للفلسطينيين في الداخل ودعم حق مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات لإعادة بناء حياتهم هنا كجزء من حل يضمن حق تقرير المصير للشعبين. لكن الحل الاشتراكي الشامل يجب أن يضمَن ليس فقط حقًا متساويًا في تقرير المصير ولكن أيضًا قفزة ومساواة في ظروف المعيشة والرفاهية والكرامة. رأينا خلال وباء كورونا كيف يُفاقِم النظام الرأسمالي الأزمة. حتى بعد الحصول على اللقاح، يتم إنتاجُهُ من قبل الشركات الخاصة بهدف الرِبح المالي، ويُمنَع وصولَهُ للجماهير في دول عديدة بالعالم، كما مَنَعَ النظام الإسرائيلي ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة من الحصول على اللقاحات الموجودة بحوزته. نحن نشارك في النضال ضد الاحتلال بالضفة وحصار غزة والقمع القومي كجزء من النضال الفلسطيني من أجل التحرير القومي. نحن منخرطون في النضالات الاجتماعية داخل المجتمع الإسرائيلي بما في ذلك النضالات النقابية، والنضال ضد التمييز ضد المرأة، والتمييز ضد المثليين، والعنصرية، ومكافحة أزمة المناخ. تعمل الحركة على تقوية هذه النضالات وتعزيز الصوت الاشتراكي — الصوت السياسي المستقل للنضالات والمصالح للعمال والمضطهدين، كجزء من النضال الواسع لحل المشاكل الأساسية في المجتمع. وقد أوضح الإضراب العام الفلسطيني — اضراب الكرامة في شهر أيار القوة الكامنة للطبقة العاملة ،وهي في نهاية المطاف، القوة الحاسمة لتغيير المجتمع حسب رأينا."
ما هو موقفكم تجاه الحرب الأخيرة على غزة وعن التطورات الأخيرة في الصراع القومي؟"أولاً، أريد التأكيد على أننا نعارض بشدة حكومة الاحتلال الرأسمالية الجديدة بقيادة بينيت. هذه الحكومة تطلق على نفسها اسم حكومة التغيير، وينضم إليها حزب ميرتس (الذي يسمي نفسه حزب اليسار الاسرائيلي) والقائمة العربية الموحدة التي تشمل جزء من الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني. هذان الحزبان يتعاونان بشكل فعال مع الاحتلال والقمع لملايين الفلسطينيين، كما رأينا الآن حتى حول التصويت على قانون الذي يمنع لم شمل العائلات الفلسطينية. بخصوص الحرب على غزة. في شهر أيار شاركنا في احتجاجات ضد الحرب الدموية على غزة. الهدف الأساسي للحرب كان الدفاع عن الحصار والاحتلال والقمع القومي. قتل النظام اليميني الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها في بيوتها خلال قصف المباني السكنية وأعمال إرهاب الدولة التي أَوْدَت بحياة 250 شخصًا على الأقل، من بينهم 67 طفلاً. وفي الوقت نفسه، أدى إطلاق الصواريخ من قبل الميليشيات اليمينية في قطاع غزة إلى مقتل 12 يهودي وعربي وعامل مهاجر في إسرائيل، بينهم فتاة وصبي. قادت حكومة نتنياهو — غانتس هجمات استفزازية على الفلسطينيين في القدس الشرقية، بما في ذلك اقتحام مئات المسلحين من قبل الشرطة والجيش لساحات مسجد الأقصى، بالتوازي مع استمرار الهجمات على سكان الشيخ جراح. قوبلت الهجمات في القدس بنضال واحتجاج من قبل جيل جديد من الشباب والشابات الفلسطينيين الشجعان. بدأ حاجز الخوف ينكسر. والشباب تمكن في مطلع شهر رمضان من إزالة حواجز الشرطة الاستفزازية عند باب العامود في البلدة القديمة، ثم نقل مركز الاحتجاج الى حي الشيخ جراح وأدى الكفاح إلى تأجيل جلسة المحكمة العليا بشأن قرار إخلاء السكان. وهذا بسبب خوف الحكومة من أن القرار النهائي لتهجير السكان في تلك الأسابيع قد ينفجر في احتجاجات أكبر. بدأ الزخم الإيجابي للنضال الشعبي، لكن إطلاق الصواريخ حول المعركة إلى الساحة العسكرية. نحن نؤكد بالطبع ان للفلسطينيين، كل الحق في الدفاع أن أنفسهم، وبالسلاح أيضا، ضد العدوان الوحشي المستمر من جهة الجيش الإسرائيلي. لكن إطلاق الصواريخ العشوائي على المدنيين هو عمل يأتي بنتائج عكسية. فهو لا يضر الأبرياء فحسب، بل يدفع في الواقع ملايين الإسرائيليين إلى حكم اليمين الإسرائيلي. يدفعهم الى دعم الوعود بـ"الحلول" العسكرية. رغم ذلك، انتشرت الاحتجاجات ضد الحرب والقمع والاحتلال، وإلى جانب الرجعية القومية والحرب الدموية، رأينا تطورًا مهمًا لنوع من الانتفاضة الأولية في المجتمع الفلسطيني على نطاق لم نشهده منذ عقدين. كانت ذروة الاحتجاج حول "إضراب الكرامة" في 18.05 الذي شمل جانبي الخط الأخضر يعني الداخل الفلسطيني والضفة معا. لم تدخل الشركات الصغيرة فقط في الإضراب، كما هو الحال عادة في الإضرابات الوطنية التي تنظم لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية في الداخل، ولكن أيضًا آلاف العمال الفلسطينيين أضربوا في الداخل دون أي دعم من النقابات. وخرجت مظاهرات في جميع انحاء البلاد من النهر إلى البحر. وشاركنا فيها أيضا هون في حيفا مثلا. شاهدنا في أسابيع الحرب اشتباكات قومية بين عرب ويهود في مناطق 48 شاركت فيها عصابات إرهابية يهودية يمينية متطرفة وكذلك شبان شاركوا بالهجومات وحتى بالقتل. سقط المئات من الجرحى وثلاثة قتلى في هذه الحوادث. لكننا في مواجهة هذه الاشتباكات شهدنا أيضًا مظاهر تضامنية مهمة. دافع سائقو الحافلات اليهود في طبريا عن زملائهم العرب ورافقوهم إلى المنزل لحمايتهم من الهجمات القومية. هنا في حيفا، نظم أطباء عرب ويهود وقفة احتجاجية مشتركة ضد العنصرية والقومية. أصدر الطلاب والمحاضرون والمدرسون رسائل تضامن وأشرطة فيديو للدعوة المشتركة ضد العنصرية والقومية. وهناك المزيد من الأمثلة. على الرغم من أن هذا التضامن في هذه المرحلة لم يشمل معارضة الحرب والحصار والاحتلال في معظم الحالات، إلا أن هذه الأعمال التضامنية في وقت موجة قومية شديدة تشير إلى إمكانية تطور المقاومة بين الجمهور الإسرائيلي اليهودي أيضًا ضد الرجعية القومية العنصرية.
ما هي استراتيجيتكم لترويج النضال الفلسطيني من أجل التحرر الوطني؟من وجهة نظرنا، فإن الطريق إلى إسقاط الاحتلال والحصار والقمع القومي يمر في نهاية المطاف عبر بناء قوى يسارية طبقية اشتراكية على جانبي الفصل الوطني. يمكن للجماهير الفلسطينية نفسها أن تحقق إنجازات بعيدة المدى في وجه القهر والاحتلال، وأن تجبر النظام الإسرائيلي على إزالة وسائل القمع كما رأينا في الانتفاضة الأولى عندما اضطر الجيش الاسرائيلي أن ينسحب من قلب المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين. وكما أظهر إضراب الكرامة في أيار الماضي القوة التي تتمتع بها الجماهير الفلسطينية حتى أمام الدولة مع الجيش الأقوى في المنطقة. وفي الوقت نفسه، لم يتم إغلاق الاقتصاد الإسرائيلي بالكامل في يوم الإضراب الفلسطيني، لأن معظم الاقتصاد الاسرائيلي يعتمد على العمال الإسرائيليين. تلعب الطبقة العاملة الإسرائيلية دورًا مهمًا في النضال ضد الرأسمالية الإسرائيلية. من أجل قيادة إضراب عام في الاقتصاد، على سبيل المثال، أو من أجل شل جهاز الدولة وشل آلة الحرب الاسرائيلية، هناك حاجة إلى تحريك وتعبئة الطبقة العاملة الإسرائيلية. نعتقد أنه من أجل تحقيق التحرير الوطني الكامل، من الضروري إسقاط النظام الرأسمالي الإسرائيلي، وتحقيقا لهذه الغاية يجب أن نتبنى خطة يمكن أن تقسم المجتمع الإسرائيلي على أساس الخطوط الطبقية. تعاني الطبقة العاملة اليهودية الاسرائيلية تحت الرأسمالية الإسرائيلية من الاستغلال الطبقي وفي الوقت نفسه من عواقب تأجيج الصراع وسياسة "فرق تسد" التي ينتهجها النظام الإسرائيلي. على سبيل المثال، تُخَطِط حكومة الاحتلال الرأسمالي التي تأسست في إسرائيل، برئاسة بينيت، لإلغاء إعانات البطالة وانتهاك حقوق العمال والفقراء. فهي ليست حكومة احتلال ومستوطنات عنصرية فقط بل هي حكومة رأسمالية تعمل ضد الطبقة العاملة وتخدم مصالح كبار رجال الأعمال والأغنياء. عند الحديث عن خطة واستراتيجية لحل الصراع، من المهم التأكيد على أننا كماركسيين نعارض الانفصال الوطني ونسعى إلى أقل عدد ممكن من الحدود الوطنية. بالإضافة من الجدير بالذكر أن تروتسكي عارض فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين وأوضح أن هذا لم يكن حلاً لمشاكل اللا سامية في أوروبا، بل على العكس من ذلك، سيكون مِصْيَدَة دماء لليهود. لاحقًا، عارض التروتسكيون أيضًا قرار التقسيم الإمبريالي ودعموا فكرة الدولة الواحدة. لكن بعد نكبة 48 ونكسة 67 تعمق الصراع الوطني وأصبح أكثر تعقيدًا واليوم هناك مطلب قوي بدولة فلسطينية مستقلة وليس دولة ثنائية القومية. وفي الوقت نفسه، جاء ملايين اليهود إلى هنا في عملية استعمارية — كولونيالية، لكنهم اليوم لا ينتمون إلى وطن آخر، وقد نشأ بينهم وعي قومي إسرائيلي. في بداية سبعينيات القرن الماضي، كتب الناشط التروتسكي الفلسطيني جبرا نقولا، مع ناشط متسبين موشيه محوبر حول هذا الموضوع وأريد أن أقتبس عدة فقرات من مقالهما: "ان موقفنا غير تجريدي، ولا يعالج القضية القومية على حدة، موقفنا يتعين كليا من خلال مفهومنا لستراتيجية الثورة الاشتراكية في الشرق العربي. أن إدراج حق تقرير المصير ليهود اسرائيل في برنامج الثورة، سوف يُسهِّل مسار هذه الثورة: لأنه بذلك يطرح للجماهير الاسرائيلية البديل للصهيونية، مما يُحسِّن الاحتمال لجذب جزء من هذه الجماهير الى جانب الثورة. ومع ذلك ينبغي الا نستثني امكانية انتصار الثورة الاشتراكية في المشرق حتى بانعدام أي تأييد من أي جزء من الجماهير الاسرائيلية. ولكن مما لا شك فيه انه بانعدام تأييد كهذا ستكون طريق الثورة أصعب بكثير ومصحوبة بضحايا أكثر. واذا ما سلب يهود اسرائيل حق تقرير المصير سيُدفَعون إلى الجانب المناوئ للثورة وسيحاربون حتى النهاية المريرة، طالما أنهم لن يَجِدوا أي خيار أو أي بديل معقول للصهيونية." "لكن، هل يعني منح تقرير المصير لليهود الاسرائيليين تسليما بالصهيونية وقبولا لدولة اسرائيل ؟ الحقيقة ان العكس هو الصحيح: هذا الحق يمكن ان يمنح ويمكن ان يكون ذا مغزى، فقط عندما تسقط الصهيونية ودولة اسرائيل الحالية. وماذا بخصوص الحدود التي ضمنها سوف يسمح ليهود اسرائيل ممارسة حقهم في تقرير المصير ؟ وهل هذا الحق لا يتنافى مع حقوق اللاجئين الفلسطينيين ؟ الأجوبة على هذين السؤالين غير منفصلة. بالطبع، لا ينبغي لحق يهود اسرائيل في تقرير المصير المساس بحق العرب الفلسطينيين في العودة الى بلادهم وبناء حياتهم فيها من جديد. ولكن بعد عودتهم وبناء حياتهم ستظل مساحة من الأرض متصلة وغالبية سكانها يكونون من اليهود الاسرائيليين. على هذه المساحة يسري حقهم في تقرير المصير. اذن حق تقرير المصير غير مرتبط بحدود دولة اسرائيل، ولا بأي خط آخر ممكن رسمه على الخارطة في الوقت الحاضر." هنا ينتهي الاقتباس من مقالهما. نتفق مع جبرا نقولا ونعتقد أن الثورة الإقليمية يجب أن تقدم للجماهير اليهودية الإسرائيلية بديلاً للصهيونية في شكل حق تقرير المصير في دولة التي تكون جزء من كونفدرالية اشتراكية في الشرق الأوسط. يمكن لمثل هذه الخطة أن تفصل أجزاء من الطبقة العاملة الإسرائيلية عن النخبة الراسمالية المستغِلة وتتيح لها مخرجًا من مأزق الصهيونية. قد تبدو هذه الكلمات عن ثورة إقليمية وإسقاط النظام الرأسمالي الإسرائيلي بعيدة المنال الآن عندما تحدثت عنها أنا وأنت في هذه المقابلة الزومية. لكن الفترة التي ندخُلها على المستوى العالمي هي فترة أزمة عميقة للنظام الرأسمالي. فترة من الاضطرابات السياسية والانتفاضات الجماهيرية والتغيرات السريعة في الوعي. من هذا المنظور، أعتقد أن الاستنتاج هو أن النضالات الشعبية في الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل وفلسطين ستستمر في الاندلاع والتطور بالسنوات القادمة حتى بنطاقات أكبر. نحن يجب علينا أن نبني القوى السياسية التي تنخرط في هذه النضالات وتقترح لها طريقة التغيير الثوري الاشتراكي."
| ![]() المقالات الأخيرة في الموقع |