اليمن هجوم وحشي على فقراء البلاد ![]() من أجل وحدة العمال والفقراء ضد الإمبريالية والطائفية 1,588
أكثر من 500 شخص قتلوا في اليمن ودمار رهيب، والعديد من الإصابات، وصدمات نفسية وتشريد العديد من السكان نتيجة الأسبوعين الأولين من الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية. سقط صاروخ في مخيم للاجئين بالقرب من العاصمة صنعاء، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا. وتضررت المستشفيات والمدارس. تصاعدت وتيرة القصف من زادة من معاناة المدنيين الذين تم فرض واحدة من أكثر النزاعات الدموية في جميع أنحاء البلاد. اليمن هي أفقر دولة عربية وتستورد 90٪ من احتياجاتها الغذائية والأدوية. العام الماضي بحسب للأمم المتحدة أن ما يقرب من نصف السكان لديه سوء تغذية مزمن، واحدة من أعلى المستويات في العالم. لآن الأزمة الإنسانية تزداد سوءا عن هذا، وخاصة داخل وحول ميناء عدن، ثاني أكبر المدن، حيث القتال يدور فيها مؤخرا. تعطل الغذاء بشكل كبير والماء والإمدادات الطبية والوقود. لم يستطع الكثير من الفرار الى اماكن اقل عنفاً، لأن التحالف الذي تقوده السعودية اغلقت الطرق الجوية والبحرية والبرية للخروج. الأنظمة الاستبدادية الخليجة المدعومة من الولايات المتحدة، و الإمبريالية البريطانية والفرنسية، قدكوا الدعم للتحالف لشن هجماتهم في لمكافحة الحوثي الذي مقره في جنوب اليمن. كما أدان الحزب الاشتراكي واللجنة لأممية العمال التدخلات الخارجية الدموية في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا وقطاع غزة، ونحن أيضا ندين هذا الهجوم الوحشي على اليمن وجميع الأشكال الأخرى من التدخل في هذا البلد من قبل القوى الرأسمالية الأجنبية — فسوف تتسبب بأكبر كارثة بالنسبة للناس العاديين. البعد بين السنة والشيعةتجميع الحكام السعوديين تحالف غير مسبوق من تسع أنظمة عربية سنية لقصف القوات زات الغالبية الزيدية الشيعية الحوثيين في اليمن، التي احتلت صنعاء قبل ستة أشهر. وقد صعد هذا التدخل البعد الطائفي بين السنة والشيعة، وهي الصراع بات يتزايد بشكل خطير في منطقة الشرق الأوسط. لقد كانت الولاءات في اليمن تقليديا بشكل كبير قبلية وليس على أساس الدين، مع ثقافة مشتركة كثيرة بين القبائل. الهدف المعلن لهجوم التحالف هو إعادة تثبيت عبد ربه منصور هادي في السلطة. تم تركيب هادي في رئاسة اليمن من قبل النخب الخليجة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في انتخابات 2012 التي قاطعها أقسام كبيرة من الشعب والتي كان هادي المرشح الوحيد. انتفاضات "الربيع العربي" في عام 2011 أدت ليس فقط إلى سقوط الطغاة زين العابدين بن علي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا، ولكن تسببت أيضا باحتجاجات من مئات الآلاف في اليمن وسقوط الرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن 33 سنة. ومع ذلك، كما هو الحال في تلك البلدان الثلاثة الأخرى، العمال والفقراء في اليمن لم تكن قادرة في هذه المرحلة لأخذ زمام المبادرة بشكل منظم ضد القادة الموالين للرأسمالية، وكانت النتيجة أن هادي كان قادرا على تشكيل حكومة قصيرة العمر. ولكن الآن وقد اضطر هادي ورئيس الوزراء ‘المؤقت’ الذي اجبر على الفرار من قبل الحوثيين، والتذين سيطروا على حوالي نصف البلاد. فر هادي إلى عدن ومن ثم إلى الرياض، وقد انقسمت القوات العسكرية لعدة ولاءات مختلفة. صالح، عندما كان الرئيس، أرسل الجيش اليمني في معركة طويلة بمساعدة من القوات السعودية، ضد انتفاضة الأقلية الحوثية في عام 2004. ولكن غضبه من إبعاده عن السلطة في عام 2012، جعله يقوم بإنعطافة ليتحالف مؤقتا مع الحوثيين بسبب التقدم العسكري السريع. وقد ساعدت هذه النجاحات العسكرية أن أجزاء من القوات المسلحة التي لا تزال تحت تأثير صالح — سواء عن طريق المشاركة المباشرة أو ببساطة عن طريق البقاء في ثكناتهم. أهداف النخبة السعوديةهناك عدة أسباب وراء الهجوم السعودي، أي منهم ليس لجلب أي يلام أو منفعة للشعب اليمني. وسائل الإعلام تشدد على الصعيد العالمي البيت السعودي يواجه تطوير النفوذ الإيراني في المنطقة — ويتجلى في علاقات ايران مع القوى الشيعية ذات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك النظام في بغداد، الأسد في سوريا، حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، فأشار وزير الخارجية السعودي لهذا عندما قال إن مهمة القصف هي لمواجهة "عدوان ميليشيات الحوثي المدعوم من القوى الإقليمية"، وهذا يعني إيران. الحكام المستبدين في الخليج غاضبين كما هو الحال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عندما وصلت القوى الغربية مؤخرا الى اتفاق مبدئي مع ايران بشأن برنامجها النووي، والتي قد ربما يؤدي الى إزالت العقوبات عنها. تم الإبلاغ على ان الثيوقراطية الإيرانية قد نقلت أسلحة إلى الحوثيين (في الوقت الذي تنكر هذا) وانتقل مؤخرا اثنين من السفن البحرية إلى المياه القريبة من اليمن قائلين انها هناك للحماية ضد "القرصنة في الطريق التجاري الذي يربط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر. ولكن هذا اعتبر نفاق مقزز بالنسبة للنخب الخليجة، حكومة الولايات المتحدة وغيرها أدانة التدخل الإيراني ومن ثم أنفسهم يتدخلون أكثر بكثير ويدميروا اليمن. "إيران بحاجة إلى الاعتراف بأن الولايات المتحدة لن تقف موقف المتفرج بينما ينخرط الجميع في الحرب علنية وزعزعة الاستقرار أو المنطقة — كما في بلدان أخرى"، كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بينما تدعم بشدة قاد السعودية على ذلك تماما. التنافس السعودي الإيراني والعداء هو عامل رئيسي في العمل السعودي ولكن هناط عوامل أخرى أيضا، كما تطرق من قبل روبرت فيسك في مقال نشر في "الاندبندنت" (27 مارس): "ربما نصف الجيش السعودي من أصول قبليبة يمنية. وانتمائهم اكثرالى أسرهم الخاصة، وثورة اليمن هي طعنة في الشجاعة لدى العائلة المالكة في السعودية". من المؤكد أن الحكام السعوديين يخشون من عدم الاستقرار المتزايد على أبوابهم — أنها تشترك في حدود طويلة مع اليمن، وهناك أقلية شيعية في السعودية حوالي 3 مليون نسمة (بما في ذلك المجتمعات من الزيدية الشيعية بالقرب من الحدود اليمنية)، وأنهم قلقون حول امتداد القاعدة والقوات المرتبطة بتمظيم الدولة الإسلامية في اليمن. الأهم من ذلك كله أنهم يخشون انتفاضة في المستقبل بالسعودية لإسقاط حكمهم — وهو مصير لا مفر منه للعائلة المالكة القمعية والوحشية والاستبدادية. انها من بين القضايا الرئيسية التي تضع الملك السعودي الجديد سلمان هي هيبة النخب ونفوذها وقدرتها على الدفاع عن مصالحها في المنطقة بشكل مستقل عن الولايات المتحدة — القوة العالمية التي هي "كافرة" من قبل رجال الدين الوهابين السعوديين. طريق التجارة البحرية المذكورة أعلاه، والتي لديها واحد من أضيق نقطة قرب سواحل اليمن، له أهمية كبيرة لدول الخليج والغرب، وهو طريق مهم لنقل النفط والسلع الأخرى. ولكن كل التدخلات في المنطقة من قبل القوى الإقليمية والعالم قد تؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار وخطر على الإنتاج والتجارة، وأحدث هجوم على اليمن سوف يثبت هذا أيضا. فشل السياسة الأمريكيةعمليات أوباما بشرت "بمكافحة الإرهاب" ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية،وضعت اليمن في حالة خراب. الشهر الماضي الولايات المتحدة اخلت سفارتها والعسكريين من اليمن. وقد ضربت الطائرات بدون طيار الأمريكية بحجة القاعدة في جزيرة العرب العديد من المدنيين، مما أدى إلى غضب من جانب العديد من اليمنيين تجاه الولايات المتحدة والقيام شجع على النخراط على في القاعدة في جزيرة العرب والدولة الإسلامية. كما القصف الذي تقوده السعودية ساعد انضمام العدد على الأرض للحوثيين. فبدل من صده، فتنظيم القاعدة في جزيرة العرب — اعتبر من قبل وكالات الاستخبارات الغربية بأنه الأكثر خطورة والتنظيمات التابعة لها على مستوى العالم — استخدمت انهيار الحكومة المركزية وزيادة عدم الاستقرار بسبب التدخل الأجنبي لتوسيع نطاق عملها وإجراء المزيد من الهجمات. "داعش" اعلنت مسؤوليتها عن أربعة تفجيرات انتحارية في 20 مارس اذار في صنعاء أسفرت عن مقتل أكثر من 142 شخص، معظمهم من الحوثيين، مما يدل على والحشية المروعة التي يمكن ان يعانوا منها اليمنيين على أيدي هذه المنظمات إذا زدادت بالتطور. عدم التدخل المباشر من قبل أوباما في القصف السعودي لا تحمل وزنا كبيرا بالنظر إلى أن الولايات المتحدة قد زودت معلومات استخباراتية إلى مقاتلات التحالف بشأن المواقع للاستهداف، أجرت التزود بالوقود الجوي لتلك الطائرات مولت شحنات الأسلحة إلى قوات التحالف. ارسل مساعدات عسكرية بقيمة 90 مليار جنيه إسترليني إلى السعودية على مدى السنوات الأربع الماضية. وكانت بريطانيا وفرنسا أيضا الموردين الرئيسيين للأسلحة إلى السعودية. ومع ذلك، ينظر إلى مزيد من الفشل وورطة كبيرة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة في الكم الهائل من الأسلحة التي قدمها الغرب إلى الأنظمة العراقية السابقة واليمنية التي هي الآن في أيدي تعتبر أعداء من القوى الغربية. الآن، وليس فقط لا الإمبريالية الأمريكية تواجه معضلة كونه بحكم الأمر الواقع شارك مع إيران في مقاتلة "داعش" في العراق، ولكن في اليمن أنها تدعم الضربات الجوية على الحوثيين الذين هم القوة الرئيسية في قتال القاعدة و "داعش" في جزيرة العرب على أرض الواقع. الحوثيين أيضا يواجهون الميليشيات السنية التي تشمل جماعة الإخوان المسلمين — التي وصفت بانها منظمة ارهابية من قبل السعودية ومصر. لكن الحوثيين لا يواجهون المنظمات السنية اليميني والجهاديين مع قوة غير طائفية. العكس تماما. واستنادا إلى الأقلية الزيدية في الشمال، يحاول قادة الحوثيين لفرض حكمهم على القبائل والشعوب الأخرى في الجنوب، بما في ذلك عن طريق اطلاق النار على العديد من المتظاهرين العزل الذين يعارضونه. ساعد تقدم الميليشيات السنية — بما في ذلك القاعدة في جزيرة العرب واستخدمت مخاوف السكان السنة من الغزو والتمييز لتعزيز القوات المقاتلة الخاصة بها. لا حلول للرأسماليةيتم الإبلاغ عن ان حوالي 150.000 القوات السعودية على الحدود السعودية اليمنية. لم يستبعد غزوا بريا من قبل السعودية، وربما تنطوي على القوات المصرية، كما أنه من الواضح أن التحالف الذي عبر الضربات الجوية وحدها لن يفوز بحربه. ولكن حتى الآن لم تكن قد تجاوزت القصف الجوي وإنزالات جوية لأسلحة للحلفاء على الأرض لغزو بري، فإن ذلك يعني الحصول على منغمسين في مستنقع لفترات طويلة مع عدم وجود نهاية في الأفق، من النوع الذي واجهت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. دعوات كثيرة من المعلقين المؤيدين للرأسمالية على الصعيد العالمي لوقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، تليها محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة. لكن الأمم المتحدة تدعم هادي في الصراع واللاعبين الرئيسيين في الأمم المتحدة هي القوى الامبريالية الذين لديهم تاريخي اتى بالانقسام والاستغلال على الشعب اليمني — بما في ذلك أكثر من قرن من الاستعمار القمعي وحكم جنوب اليمن من قبل الطبقة الحاكمة في بريطانيا. هادي المحسوب على السنة والذي طلب القصف السعودي، سينظر إليه من قبل الحوثيين على أنهه انقسام مثل رئيس الوزراء العراقي السابق المالكي تجاه الأقلية السنية في العراق. حتى معظم السنة في اليمن ليس لديهم ثقة كبيرة في هادي، مع العلم أن الحكومة الجديدة برئاسة له ستكون مرة أخرى فاسدة، غير كفؤة وضعيفة. وبالنظر إلى تاريخ الحروب والحروب الأهلية بين وداخل اليمنين الشمالي والجنوبي السابقة، سواء قبل وبعد الوحد في عام 1990، فإنه لا يمكن استبعاد أن الجمهورية اليمنية الحالية يمكن ان تتقسم. ولكن بلد واحد أو لا، يمكن إعطاء أي دعم لأي "حل" من شأنه أن يقسم غنائم الحرب، بما في ذلك حقول النفط في اليمن، بين قادة القوات المقاتلة الرئيسية على الأرض. كلهم جربهم الشعب اليمني ولم يجلبوا سوا الفقر والخراب، مع 40٪ معدل البطالة، ونمو سريع للسكان فالشباب يشطلون 45٪ تحت سن 15 عاما. فقط من خلال العمل الجماهيري الطبقي وتنظيم مستقل على أساس غير طائفي واعتماد المطالب الاشتراكية، ويمكن وحدة العمال والعاطلين عن العمل والجنود وفقراء الريف أن يتحقق ويعبر الانقسامات القبلية والدينية وغيرها ومسار للخروج من الحرب والفقر. بحاجة الى مثل هذا البرنامج ليشمل تأميم الملكية العامة واللشركات الوطنية الكبرى وملكية الأراضي، من أجل وضع الأساس لتطوير الموارد لتلبية احتياجات الناس للسكن الائق، والتغذية، والمياه، الخ يجب على البرنامج أيضا ضمان الحقوق الكاملة لتأمين مستقبل سلمي ولائق لجميع الشعوب على أساس كونفدرالية اشتراكية ديمقراطية في المنطقة — لجميع الأقليات والتضامن مع الحركات العمالية في البدان المجاورة. | ![]() المقالات الأخيرة في الموقع |