لنتنظم ونُضرِب — ضد حرب الإبادة، ضد آفة الجريمة، ومن أجل إعادة الإعمار والعيش الكريم
كفى للجرائم ضد النساء: لا لاستئناف الحرب! لا للاحتلال، التهجير والجريمة!
الرئيسية
من نحن
متطلباتنا
مؤتمر الاشتراكية
للاتصال بنا / للانضمام
للتبرع تضامنا معنا
دفع رسوم العضوية
الحركة العالمية
أرشيف المقالات
للاتصال بنا
شكراً جزيلاً!
لقد تم إرسال الرسالة، رائع، سنحاول التواصل معك في أقرب وقت ممكن.
مصر
بعد سنتين من الثورة، هل التمييز الجنسي في ازدياد؟
ما هو طريق النضال من أجل تحرر المرأة؟
1,628

1,628

في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية ذكرت بعض التقارير تزايدا للعنف الجنسي والتهجمات الجنسية على المتظاهرات في مصر. وخلال اسبوع الذآرى السنوية الثانية لثورة 25 يناير، تحدث أآثر من 20 تقريرا عن تعرض نساء لتحرش جنسي واغتصاب في ميدان التحرير في وسط الاحتجاجات الحاشدة. هذه الاحداث حصلت في الميدان الذي ارتبط بالثورة وعرف على انه الأرض الآمنة التي لعبت فيها المرأة دورا قياديا في النضال ضد القمع والفقر، وجنبا إلى جنب مع الثوار الرجال، وحيث اسقط الدآتاتور مبارك.

ولكن اليوم، ميدان التحرير لم يعد المكان الآمن والمكان لتنظيم الثورة أو لمناقشة القضايا المتصلة بتحرير الجماهير، وليس أقلها بالنسبة للمرأة. اليوم، في ظل حكم الإخوان المسلمين وتزايد التوترات بين اليمين الإسلامي والمعارضة، المرأة تتعرض لهجوم يستخدم لإفشال الثورة والسيطرة من قبل قوى الرجعية وإسلاميي اليمين المتطرف.

العديد من التهجمات الجنسية على المتظاهرات آانت متشابهة. مجموعات من عشرات الرجال، تصل إلى مئة رجل في بعض الحالات، تستهدف بشكل منهجي المتظاهرات ووتقم بمهاجمتهن. وأفادت بعض الحالات عن استخدام أدوات حادة يجري ادخالها في أجزاء مختلفة من الجسد والتي أدت إلى ادخال بعض النساء الى المستشفى. لقد نشرت الصور والأفلام المروعة على مواقع آاليوتيوب والفيسبوك وأدت الى غضب آبير وإدانات جماهيرية من قبل الناشطين في مختلف أنحاء العالم، وليس فقط في الدول العربية.

وهناك عدد من النساء من مختلف أنحاء العالم العربي، ألهم العديد منهن من قبل الدور القيادي في الانتفاضات والاحتجاجات في "الربيع العربي"، وأظهرن عن رغبة في بناء حرآة لتحرير المرأة. واحدة من تلك الجماعات تدعى "انتفاضة المرأة في العالم العربي". على الرغم من إنشائها على الفيسبوك قبل فترة طويلة من هذه التقارير، نمت بشكل آبير نتيجة الاحداث والهجمات، وأصبحت منبرا للنساء للتحدث علناً ضد العنف والتمييز الجنسي والتحرش جنسي، والإضطهاد والإغتصاب والإجبار على الزواج.

الناشطات والناشطون في مصر الذين شاهدوا الهجمات والناشطات اللواتي تعرضن أنفسهن للتحرش، أبلغوا الصحافة أنهم لم يستطيعوا التمييز بين المتظاهرين الذين كانوا يهاجمون وأولئك الذين آانوا يعتزمون تقديم المساعدة. في الكثير من الحالات ذكر أن نفس الأشخاص ادعوا أنهم يرغبون في المساعدة ومن ثم قاموا بأخذ الامرأة بعيدا ليتحولوا أنفسهم لاحقا إلى مغتصبين أو متحرشين.

وأفاد صحفيون ومراسلون من الذين خرجوا للتحدث الى متظاهرين عن العنف والتحرش الجنسي بأن عددا آبيرا من الشباب الذين يتجمعون في الساحات، قالوا تعليقات متحيزة ضد المرأة مثل "ماذا آن يتوقعن؟" و"إذا إمرأة ترتدي ملابس ضيقة فهي تتحمل المسؤولية". ولكن هذه الأفكار ليست أفكارا تسقط من السماء. لقد تعزز التمييز الجنسي ضد المرأة عبر الخطب التي أدلى بها رجال الدين وزعماء اسلاميون وهم من ناحية يحولون الانتباه عن القضايا الحقيقية آالخبز التي تواجه جماهير العمال في مصر، ومن ناحية آخرى يضربون المعارضة عبر تعرضهم للنساء.

الخوف من الاغتصاب والاعتداءات الجنسية على المتظاهرين لم يقتصر فقط على النساء، ولكن انتشرت بين الرجال حتى الذين آانوا بلا حول ولا قوة في مواجهة هذه الهجمات في اماآن وجود رجال يشارآون في المظاهرات. أفادت تقارير من ان رجال ونساء قاموا برسم حاجز من أجل ضمان عدم وجود تحرشات ضد المظاهرات وليضمنوا الا يتمكن احد من النجاح في الاستفراد بالنساء بين الحشود. ولكن كانت هناك أيضا تقارير عن ان هناك رجال ونساء يختارون عدم الذهاب الى المظاهرات بعد الآن نتيجة لحالة الفوضى العامة في الحرآة، وليس أقلها الهجمات على النساء التي خلقت نقطة تحول لشريحة من الناشطين نتيجة الفوضى والعنف المتزايد في المظاهرات.

الهجمات الجنسية على المتظاهرات ليست أساليب جديدة فقد استخدمت سابقا من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أمر الجنود بإجراء فحوصات عزرية وبالتهجم على النساء في المظاهرات. آما تم الاعتداء على المتظاهرين من الرجال أيضا، في أثناء حوادث الشغب وتم الاعتداء جنسيا وجسديا على الرجال في الأماآن العامة من قبل شرطة مكافحة الشغب ورجال عسكرين أو مدنيين تسللوا الى الاحتجاجات.

ولكن آما ذآر العديد من النساء الناشطات والاشتراآيات، هناك حاجة للاستمرار بالشرح بأن التمييز ضد المرأة، على الرغم من ارتفاعه، آان دائما من مظاهر عدم المساواة في المجتمع الطبقي. ارتفاع أعداد التقارير اليوم، فضلا عن وحشية هذه الهجمات في الأماكن العامة، هو نتيجة العديد من العوامل منها مجيء اليمين الاسلامي الى السلطة وإعطاء الضوء الأخضر للأفكار الرجعية التي تميز بين الجنسين علناً، واستخدام التمييز على أساس الجنس لتقسيم الحرآة وتخويف المتظاهرين. وآانت الهجمات الأخيرة تشير إلى وجود مجموعات من رجال الميليشيات التي آانت تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن دعم لهم من بعض افراد التنظيمات السلفية.

عامل مهم آخر وراء هذه الهجمات هو عدم وجود الأمن في معاقل الثورة وفي المناطق حيث قوات الأمن بعيدة عن الأنظار وفي خضم الفوضى التي أنشأتها أعضاء الاخوان المسلمين في محاولة لتفريق التجمعات المعارضة. هذه المناطق وهذه التصرفات جعلت الأرض خصبة للتعليقات والتحيز الجنسي والهجمات الجنسية، وأصبح النساء أآثر انفتاحاً وتعرضا للترهيب من هذا القبيل. وفي بعض الحالات اتجهت الناشطات إلى أساليب فوضوية لحماية نفسها والانتقام. ويقال ان الكثير من أعضاء الـ"بلاك بلوك" اي الفوضويين هم من النساء وهن فاعلات في الدفاع عن الثورة والثوريات ضد الاسلاميين اليمينيين المتطرفين.

في حين أنه من المفهوم أن عددا من النساء يشعرن بأنهن يستطعن استعادة حريتهن من خلال الانضمام إلى جماعات فوضوية و/أو العمل بأساليب فردية للنضال، هذا العمل محدود لأنه لا يتضمن النساء العاملات والرجال في النضال من أجل تحرر المرأة اقتصاديا والتحرر الاجتماعي في المجتمع. لقد فتحت ثورة 25 يناير 2011 الطريق الى الأمام للمرأة وآانت قادرة على النضال من أجل وضع مطالب في الثورة من شأنها أن تأخذ نضالهن إلى الأمام.

اليوم، التمييز الجنسي ينموا بين فئة من العمال والشباب وهو جزء من التحول في الأفكار الرجعية وخاصة في ظل البطالة الجماهيرية وشباب يعتمدون على قادة القوى الرجعية لكسب العيش. وتشكل الميليشيات أرضا خصبة للأفكار القائمة على التمييز الجنسي. لذا هناك حاجة إلى النضال تحت برنامج طبقي حيث يمكن للمرأة أن تظهر آقدوة تناضل من أجل التحرر وضد البطالة والاستغلال أيضا.

هذا ما يناضل العديد من النساء من أجله منذ 2011 وحتى قبل ذلك. العديد من النساء حضرن في الثورة وأظهرن شجاعة بطولية في مواجهة الميليشيات البلطجية وقمع الأمن والقوى الرجعية الأخرى. النساء الثائرات في مصر تعرضن للتعذيب وقتل منهن في المعرآة ضد القمع والتحرر. وآانت المرأة المصرية بين مئات شهداء الثورة ووضعت صورهن من قبل ناشطين بفخر في جميع أنحاء شبكة الإنترنت والصحافة.

ولكن بعد مرور سنتين، المرأة في مصر هي أربع مرات أآثر عرضة للبطالة والأمية من الرجال بالرغم من أن القليل من الفتيات في مصر يتسرّبن من المدرسة الابتدائية. هذا مثال على واقع المرأة في المجتمع بشكل عام وليس فقط بقطاع فقط، فأآثرية النساء يعملن في المنزل، برعاية الأطفال والمسنين من أفراد الأسرة، وإلى جانب ذلك الكير منهن يعملن عملا غير نظاميا وأقل أجرا.

المرأة في مصر خرجت للنضال حتى قبل قيام الثورة وكانت موجودة وناشطة في آل مراحل الثورة نفسها. نضال المرأة في مصر جزء آبير من النضال من أجل إحداث تغيير في أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية، تماما مثل العمال الرجال. عمال النسيج بالمحلة الذين قادوا الطريق في النضال من أجل تحسين الأجور، وآانت نضالات أآثر تقدمية طالب فيها العمال بإدارة الإنتاج، وآانت النساء في قيادة تلك النضالات.

هذه النضالات لتتطور إلى نضال جماعي ضد التمييز الجنسي في المجتمع، هناك حاجة ملحة لبديل عمالي جماهيري حيث العاملات والناشطات يناضلن، جنبا إلى جنب مع العمال من الذآور والناشطين، وحيث يتم تنظيم لجان دفاع ومكافحة للتمييز الجنسي وجميع أنواع الاضطهاد والاستغلال. مثل هذا البرنامج العمالي النضالي، يناضل من أجل التعليم اللائق والرعاية الصحية والإسكان وفرص العمل ورواتب جيدة ونقل العام آمن وخدمات جيدة وشوارع وأماآن عامة مضاءة جيداَ وقوات أمن في محط المساءلة وموظفين مدربين على التعامل مع ضحايا الاغتصاب والتمييز والحماية من التزويج المبكر ولقوانين ضد الاغتصاب والتمييز الجنسي، ولتأمين مأوى وفرص عمل بديلة للنساء اللواتي أجبرن على ممارسة الدعارة، والحق في الحضانة وما إلى ذلك. هكذا برنامج يجذب وينداي العمال والفقراء والعاطلين عن العمل ويكون بديلا عن القادة الرجعية الذين يستخدمون التمييز الجنسي آأداة أخرى من الاضطهاد الطبقي.

حركة عمالية جماهيرية وحزب عمالي جماهيري يبنى من الأسفل، في أماآن العمل، وفي المجتمعات المحلية، حيث تبنى النقابات المستقلة واللجان العمالية واللجان الشعبية. ان هكذا استراتيجية وفي طليعتها النساء العاملات والثوريات قادرة على آسب الجماهير من العمال والشباب والفقراء والمضطهدين في كل النضالات من أجل التحرر من جميع أنواع الاضطهاد والتمييز الجنسي. وعلى هذا البرنامج أن يكون طبقي وواضح ضد الرأسمالية، ويناضل من أجل العدالة الاجتماعية ويرفع راية الاشتراكية الديمقراطية.

كنت قد تكون مهتمة ايضا...
انضمّوا إلينا!
نحن بحاجة ماسّة لأن نناضل في سبيل التغيير، في وجه حكومة عنصرية، في وجه الاحتلال والمنظومة الرأسمالية المستمرّة في انتهاج سياستها الأوليچاركية (حكم الأقلية) الفاسدة، اللامساواة، التمييز، شنّ الحروبات وتدمير ما حولها. نضال اشتراكي هي حركةٌ مكافِحة، حركة الأفكار النَّشِطة، ذات سِجِلٍّ حافلٍ في المشارَكة ولها شُركاء من جميع أنحاء العالم، تطرح في أجندتها بديلًا حقيقيًا للتغيير الإشتراكيّ. هيّا انضمّوا إلينا!

حركة نضال اشتراكي
حركة نضال اشتراكي
ص.ب 125, تل أبيب–يافا 6100101
[email protected]
054.548.13.78 | 054.818.44.61
نضال اشتراكي هي حركة اشتراكية تناضل من أجل مجتمع اشتراكي وديمقراطي يقوم على العدالة الاجتماعية والسلام والمساواة.
هذه الحركة شريكة في البديل الاشتراكي الأممي (ISA)، وهي منظمة إشتراكية دولية توحد حركات وأحزاب إشتراكية في عشرات البلدان في جميع أنحاء العالم.