مصر الطبقة العاملة المصرية تدخل العملية الثورية ![]() مواجهات طبقية تتحدى النظام الحاكم والنظام بأكمله 1,247
دفاعاُ عن الثورة:
انتهت ليلة أمس الاحتفالات التي بدأت عندما تنحى مبارك (13 فبراير) وأخلى الجيش ميدان التحرير بعد بيانه الخامس الذي دعا الشعب المصري إلى "العودة إلى الحياة الطبيعية". وفي حين أن وسائل الإعلام ترآز على "نصر" الثورة، يناقش العديد من الناشطين ما ينبغي عمله في المرحلة المقبلة، ويدور النقاش حول إخلاء الميدان من المتظاهرين ومن خطر المواجهة مع الجيش وحول الدعوة لمظاهرة مليونية يوم الجمعة المقبل في 18 فبراير. ودخل العمال النضال الثوري منذ أسبوع تقريباً في اليومين الماضيين وأضرب واحتج مئات الآلاف من العمال من أجل تحسين أجورهم وظروف عملهم والحقوق العمالية ومكافحة الفساد. وبدأت تناقش الآن بين الناشطين الحاجة إلى التوجه تجاه العمال. واليوم عقب الإضرابات الرائعة والاحتجاجات العمالية التي اندلعت في آافة أنحاء البلاد بشكل عفوي، أظهر العمال ثقتهم الذاتية وتصميمهم على التحرك العمالي للدفاع عن مطالبهم وتطلعاتهم الثورية. وتدعو اللجنة لأممية العمال، وما هو فريد حالياً، إلى بديل عمالي يقدم برنامجاً طبقياً سواء في أوساط الناشطين في الاجتماعات أو بين العمال المضربين. وفي المناقشات يشرح رفاق اللجنة لأممية العمال عن الحاجة لبناء حزب عمالي جماهيري يمكنه أن يتحدى النظام الرأسمالي ويضع حداُ لمحاولات لعكس اتجاه الثورة. آما ندعو إلى أخذ السلطة من قبل حكومة عمالية. ولقد وُزّع بياننا الذي يحتوي على هذه النقاط من قبل ناشطين وزّعوه هم بدورهم بين ناشطين آخرين ونوقش بين بعض الجماعات. وفي الحقيقة لقد أثار عدداً من المناقشات واللقاءات مع الشباب والعمال الذين يبحثون عن الأفكار وقد يتطلعون نحو اللجنة لأممية العمال عند مناقشتها وفي البحث عن طرق للدفاع عن الثورة واستكمالها. انتقال النضال الثوري إلى أماآن العملأضرب واحتج اليوم عشرات الآلاف من العمال لتحسين أجورهم وظروف عملهم ومن أجل التمثيل النقابي للعمال، فضلاً عن المطالبة بإقالة المديرين التنفيذيين. ولقد تم تلبية معظم، إن لم يكن آل، مطالبهم في غضون ساعات في وقت يشعر فيه المدراء بالضعف ويحاولون تجنب تعمق الثورة. ولكن النظام يعيد تأسيس نفسه باستخدام الجيش الذي أخلى ميدان التحرير — رمز العملية الثورية الجارية — في ظل مخاوف من تنظيم الطبقة العاملة. وحاولت الآن الطبقة الحاآمة أن تأخذ خطواتها الأولى للثورة المضادة وهي على استعداد لإجراء إصلاحات ديمقراطية محدودة لـ"ثورة الشباب" التي تصورها بأنها انتهت بالنصر وباحتفالات جماهيرية. إن البرجوازية الوطنية هي وراء هذا النظام العسكري "المؤقت" وتقوم من ناحية بإعطاء تنازلات للعمال ومن ناحية أخرى بمحاولة قمعهم وبعزلهم في إضراباتهم. إن التضامن وربط النضالات ببعضها البعض اليوم هو أمر ذو أآثر حاجة من أي وقت مضى، وهم ذو صلة بالطبقة العاملة القادرة على تولي دور قيادي في استمرار الثورة ومواجهة الطبقة الرأسمالية والشرآات الكبرى. ومن الضروري بالنسبة لليسار الثوري أن يضع برنامجاً للمرحلة الانتقالية يربط القضايا اليومية مع الحاجة لتغيير المجتمع، وذلك للقدرة على انتهاز الفرصة لمساعدة بناء حرآة للطبقة العاملة يمكنها إنهاء هذا النظام الفاسد والوحشي. وهذا يعني التوجه إلى العمال الذين يدخلون النضال السياسي والمستعدون لتشكيل حزبهم الجماهيري السياسي المسلح ببرنامج اشتراآي. احتجاجات وإضرابات عمالية تنتشر مثل النار في الهشيمسائقي النقل العام وعمال شرآة الاتصالات وعمال وزارة التعليم وعمال البنوك وعمال وزارة الصحة والداخلية وعمال المترو عمال السكك الحديدية وعمال البريد وعمال في الجامعة وعمال الخدمات البترولية ومهنيين الطاقة النووية وعمال النظافة في الجيزة وعمال الزراعة وعمال في مجال التعليم وعمال الكهرباء والكثير غيرهم أضربوا اليوم فقط. وحتى صفوف الشرطة أوقفوا عملهم في دعوة لتحسين الأجور. وفي بن سويف جنوب القاهرة ووجه الشرطيون من قبل القوات العسكرية التي استخدمت هذه المرة البلطجية للهجوم جسدياً على العمال المحتجين الذين يرتدون الزي الشرطي. وعندما تكلم أحدهم لوسائل الإعلام أوضح أنهم يحصلون على أجور متدنية وليس لهم الحق في المطالبة بالتحسين وأنهم أمروا بطاعة الأوامر عندما أطلقوا النار على المتظاهرين. ومن الواضح أنه من الممكن أن تنقسم قوة الشرطة، آما قد يكون الحال بالنسبة للجيش، على أساس طبقي وذلك مع تزايد عدد الراغبين الآن في الحق في تنظيم الإضرابات واللجان. وما تدعو له اللجنة لأممية العمال، من نداء طبقي موجه إلى صفوف قوات الدولة للتنظيم والانضمام إلى الحرآة العمالية وإلى جانب طبقتهم الخاصة بهم في الثورة، تبرهن عبر هذه التطورات على أنه ندوة صحيحة. الشرارة وراء الثورةدعا "شباب الفيسبوك" وهم قد ألهموا من الثورة التونسية ليوم غضب يوم الثلاثاء 25 يناير بهدف بدء حرآة احتجاجية. وشهد اليوم الأول العديد من المواجهات مع الشرطة في ميدان التحرير. ولكن لم يكن لدى الآلاف من الشباب المحتجين قيادة للتحرآات المقبلة ولا مطالب موحدة. وآانت توقعات العديد من الشباب أن هذا سيكون بمثابة حرآة مماثلة لتلك التي سبقتها في مصر بعد تفجير الكنيسة المسيحية في ليلة رأس السنة. وآانت هذه الاستراتيجية من قوات الأمن في البداية للسماح للشباب لـ"التنفيس" في الميدان في حين محاصرتهم باعتبارها وسيلة للسيطرة على الاحتجاجات. وآما بقي الشباب يقدمون إلى الميدان بدأت الشرطة تقسمهم إلى مجموعات منتشرة في جميع أنحاء الميدان بحيث أنهم لا يستطيعون سماع شعارات بعضهم البعض. ولكن تطورت المواجهات نتيجة محاولة الشرطة لمنع الناس من دخول الميدان — الذي لديها رمزية تاريخية من حرآة 1972. وآانت هناك سياسة واعية من قبل قيادة قوات الشرطة بعدم استفزاز الشباب من خلال مواجهتهم جسدياً ولكن بدلاً من ذلك تمت محاولة تخويفهم، فاستخدمت أصوات القنابل وأصواتاً عالية مزعجة. وهدفت هذه التكتيكات في ترويع الروح الثورية لدى الشباب في حين تبقى خفية من وسائل الإعلام والرأي العام. ولكن الشباب قاوموا وصمدوا في المعرآة المستمرة وبقوا يتجمعون في اليوم الثاني عندما استخدم الرصاص المطاطي والغاز لتفريق عشرات الآلاف من المحتجين. ونتيجة لهذه الوحشية شهدت احتجاجات يوم الجمعة الأول من الثورة والواقع في 28 يناير مئات الآلاف في شوارع مناطقهم فضلاً عن تلك الموجودة في الميدان والعديد من المحتجين توجه نحو المباني الحكومية وأحرق رموز جهاز الدولة. وفي غضون بضعة أيام دخلت الحرآة مرحلة مختلفة حيث خرجت الجماهير إلى الشوارع وواجهت النظام. ولكن في البداية لم تُثر أية مطالب موحدة وانتشرت الفوضى في انفجار اجتماعي بعد عقود من القمع والفقر المتزايد. ولم يعد هناك خوف من النظام الذي تم توجيه اللوم إليه للقمع وقتل الشباب، والكثير منهم آانوا يحتجون الآن ضد البطالة والفقر، ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. وبسرعة رفعت الجماهير شعاراً آان قد اقترحه مارآسي في الميدان داعياً لتغيير النظام، وتوحدت الاحتجاجات حول هذا المطلب الفوري. والمنظمات اليسارية لم تلعب دوراً في رفع المطالب الطبقية في الميدان، وعدد من العمال في البداية اعتمدوا المطالب الليبرالية والإصلاحية. ولم تثر مسألة إسقاط الحكومة وتحدي أولئك الذين في السلطة من قبل الحرآة بطريقة منظمة. وهكذا استخدمت "ثورة الشباب" على المدى من قبل الليبراليين ووسائل الإعلام للحد من دور الجماهير والعمال الذين آانوا يدخلون النضال والذين آانوا القوة الحاسمة والقادرة على إطاحة مبارك. وآان داخل حرآة الشباب عناصر ثورية آما آان أيضاً هناك ناشطون إصلاحيون ليبراليون لم تكن نيتهم الثورة الحقيقية. ومنذ استيلاء الجيش على السلطة يوم الجمعة الماضي في 11 فبراير بدأ المتظاهرون الشباب يغادرون تدريجياً ميدان التحرير. وهناك عدد آان يشكو من الانسحاب الفوري بعد فترة وجيزة من تنحي مبارك من قبل الأحزاب المعارضة مثل الإخوان المسلمين وحزب الغد. | ![]() المقالات الأخيرة في الموقع |