مصر نظام مبارك يحاول أن ينتقم ![]() يجب أن تأخذ الحرآة الجماهيرية اتجاهاً هجومياً! ■ تقرير من شاهد عيان 1,230
الوقت مبكر من صباح 3 فبراير والوضع داخل وحول ميدان التحرير لا يزال متوترًا جداً وخطيراً. سمعت إطلاق نار وهناك حشود في الشوارع. ولكن غالباً ما هو ليس من الممكن أن نعرف إذا آانت من مؤيدي مبارك أو من المتظاهرين ضده. والشوارع لا تزال محاصرة. الصحف المصرية صباح اليوم منقسمة حول أحداث أمس الدامية. والصحف الموالية للنظام تحاول أن تبرئ النظام من هجمات بلطجيي مبارك على المعارضين في ميدان التحرير. وحذرت صحيفة معارضة للحكومة حول خطر إيقاع "حرب أهلية". وانتقلت الأحداث خلال الأيام الماضية بسرعة لا تصدق وفي مساء يوم 1 شباط/ فبراير أعلن الرئيس مبارك على شاشة التلفزيون أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة المقررة في أيلول / سبتمبر. ولكن هذا لم يقنع المتظاهرين في ميدان التحرير الذين أصروا على أنهم سيبقون حتى يرحل مبارك. ولكن خلال وصول الناس إلى الميدان يوم أمس، آان من الواضح أن أنصار مبارك آانوا يتجمعون بالفعل ويأتون في مجموعات صغيرة. وفوجئت في البداية أنهم تجرؤوا على التقرب من التظاهرة. ثم أصبح من الواضح أن هناك الكثير من هذه المجموعات التي آانت تنزل عبر جميع الطرق الجانبية وتشكل نوع من سلسلة حول الساحة. ورأيت عدداً من السيارات المدنية تحمل ناس مؤيدين لمبارك. والبعض منهم آان يصل حتى على ظهور الخيل والجمال. وعندما اشتعلت الاشتباآات وأصبحت عنيفة، استخدمت الفوضة للتوجه إلى الحشود وللتسبب بالرعب والارتباك. وعندما حاولت الدخول إلى ميدان التحرير آان هناك بالفعل اشتباآات تجري على طول المحيط وانتهى بي الأمر بين مؤيدي مبارك. وقال لي بعضهم أنهم آانوا ينوون أن تكون مظاهرتهم "سلمية" ولتأييد الرئيس مبارك، لكن لم يسمح لهم بالدخول إلى الساحة. ولكن آانوا مسلحين بالهراوات ومواسير وحول منتصف النهار هاجم الحمقى المؤيدون لمبارك بعد أن حاصروا الميدان، وحاولوا أن يفرغوه من المتظاهرين، الساحة التي ترمز لنضالهم. ومن الواضح أن الهجمات آان قد تم التخطيط لها. لقد اختاروا الوقت الأآثر إفادة لجعل الهجوم دموياً عندما لم يكن هناك الكثير من الناس لمكافحة مبارك في الساحة. وقبل يوم، آان هناك ما لا يقل عن نصف مليون متظاهر ضد مبارك. لكن هؤلاء الذين آانوا موجودين في الميدان يوم أمس آانوا هناك لمدة أسبوع وآانوا متعبين. وبطبيعة الحال آان هذا هو سبب هجوم النظام. أنا لا أعرف آيف استطاع المحتجون المناهضون ضد مبارك البقاء والصمود لهذه الفترة الطويلة. ويعتقد المتظاهرون أن المهاجمين نظموا من قبل قوات الأمن — لقد تم العثور على جوازات شرطية لدى العديد من المهاجمين. وأفيد على إذاعة مصرية أن أحد المظاهرات المؤيدة للرئيس آان قد قادها وزير العمل المعروف لموقفه ضد العمال. ومن الواضح أن موظفي حزب مبارك لعبوا دوراً نشطا. ولكن هذه ليست القصة آلها، لأن البيروقراطيون والشرطة، ناهيك عن الموظفين المرتزقين، لم يمثلوا جميع المهاجمين. لقد نجح النظام في زرع البلبلة وسوء الفهم. أنا رأيت ناس عاديين يشارآون في هجمات عنيفة. وقالوا ببساطة أن حرآة الاحتجاج ضد مبارك حصلت على قدر ما يمكنها الحصول عليه، وأن الحكومة قد تغيرت، وسيذهب الرئيس، والآن يريدون وضع حد للفوضى. واستخدموا شعارات مثل "مبارك: نعم، عدم الاستقرار والارتباك: لا"، و"مبارك: نعم، الفساد: لا". ولكن نتيجة لذلك نجح هؤلاء الناس المتضايقين بالتعطيل في إحداث حالة من الفوضى التامة والمشاهد التي آان من المستحيل أن نتصورها في الميدان يوم أمس عندما آانت الساحة يُدافع عنها من قبل المتطوعين. تكتيكات واعية من قبل السلطةوآان مؤيدو مبارك يهتفون أيضاً شعارات ضد البرادعي — "البرادعي جبان وعميل لأمريكا". وهذا بالطبع يثير السخرية لأن على مدى السنوات الثلاثين الماضية آان مبارك أحد الموظفين الأآثر ولاء للامبريالية الأمريكية. من الواضح أنهم استخدموا هذه الأنواع من الشعارات المعادية للبرادعي في محاولة لاستمالة هؤلاء المتظاهرين الذين يشككون في دور "قادة" المعارضة. إن ما يحدث هو نتيجة للتكتيكات الواعية من جانب السلطة. فمنذ البداية نفذ نظام مبارك حظر التجول وخلق صعوبات في نقل المواد الغذائية في مظاهرة يوم الثلاثاء الضخمة لإسقاط مبارك في ميدان التحرير آان هناك أشخاص من الطبقة المتوسطة ولكن عامة آان الناس والشباب من الطبقة العاملة. وآان محتمل إسقاط نظام مبارك من قبل الحرآة أمراً واضحا. ولكن الطبقة العاملة لم تكن موجودة على نحو منظم. ولم أآن أرى أي لافتات مكتوب عليها مطالب طبقية واضحة أو شعارات يسارية أو اشتراآية. لحسم الوضع من قبل الطبقة العاملة عليها أن تفرض سلطتها على الأحداث مما يتطلب حزباً جماهيرياً للطبقة العاملة، مع وجود برنامج طبقي مستقل واشتراآي. آانت هناك أجواء احتفالية يوم الثلاثاء، حتى الشعور بالنشوة وربما بأن مهمة إزالة مبارك على وشك أن تتحقق قريباً جداً. ولكن على الرغم من أن مبارك أعلن في وقت لاحق أنه سيستقيل من منصبه في أيلول / سبتمبر، فالنظام له في السلطة عقود ولن يرحل قتال. ولقد سهل الجيش دخول بلطجيي مبارك إلى الميدان في الأمس. وبالرغم من أن آلة الدولة اهتزت بشدة في الأسبوع الماضي فإنها لا تزال تعمل بصورة أساسية. ولا يمكن للحرآة الجماهيرية أن تكون غير ناشطة، بل يجب أن تقوم بهجوم! ويجب على حرآة المعارضة النداء إلى المجندين العاديين ولدى الرتب المتدنية لأن تقف إلى جنب الجماهير — إلى جانب آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم وأخواتهم! المجندين أيضاً يواجهون ارتفاع الأسعار وبحاجة إلى أجور للعيش. ويمكن تقسيم الجيش وتحييده إذا آان النداء طبقياً، وإن دعا لتشكيل لجان للجنود العاديين وللتطهير من الضباط الرجعيين والتسلسل الهرمي، ولحقوق نقابية وديمقراطية للجنود. لقد تسبب بلطجيو مبارك بالفوضى والإرهاب ولكنهم لم ينجح في اتخاذ ميدان التحرير الليلة الماضية. والوضع الآن مربك جداً مع آل أنواع الشائعات التي تحلق حولنا. ويمكن أن تستمر حملة النظام، وربما باستخدام الجيش الآن لـ"استعادة النظام الأمني". ويمكن أيضاُ أن تثير أحداث الأمس معارضة جماهيرية متجددة. ويمكن لمظاهرات يوم الجمعة الحاشدة أن تكون نقطة تحول. وربما أن يضحى بمبارك من قبل النظام للسماح بتشكيل نظام جديد لدى قاعدة عسكرية لـ"الخلاص الوطني". واليوم "اعتذر" رئيس الوزراء عن القتال بين المتظاهرين ضد الحكومة والمؤيدين لها واصفاً إياه بأنه "خطأ فادح". وهناك تقارير تفيد بأن الجيش يستخدم سياراته لـ"الفصل بين الجانبين" في شوارع القاهرة. الدفاع عن النفس ضد بلطجيي مباركالجماهير العاملة بحاجة إلى الدفاع عن نفسها من الثورة المضادة لدى البلطجيين، بما في ذلك تشكيل ميليشيات مسلحة تعمل بديمقراطية. ويمكن للجان حرآة جماهيرية في أماآن العمل والمدارس والمجتمعات المحلية والكليات، وهي مرتبطة على النطاق المحلي والإقليمي والوطني، أن تترأس الحربة في المقاومة. ويوجد نقص غذائي الآن وارتفاع للأسعار، والتجار الكبار يستفيدون ويربحون من هذه الأزمة. وآما قال لي أحد الناشطين اليساريين فإن مبارك يحاول "القفل على الشعب بكامله". الشعب العامل بحاجة للاستيلاء على الغذاء والمصانع المنتجة الأغذية للتجارة وتنظيم توزيع الطعام ديمقراطياً ولوازم الجماهير. ويمكن لهذا البرنامج أيضاً النداء على الأقل إلى بعض الذين تمت تعبئتهم من قبل النظام ضد الثورة النامية. الجماهير بحاجة إلى الهجوم وتنظيم تحرك عمالي جماهيري بما في ذلك الإضراب العام، وإطاحة نظام مبارك الوحشي والفاسد آكل. الحرآة الثورية الجماهيرية التي تقودها الطبقة العاملة والتي توجه النداء إلى الجنود للانضمام إليها، ستسير إلى القصر الرئاسي والمؤسسات الرئيسية الأخرى في الدولة وتأخذ السلطة. وينبغي وضع مبارك ورجاله للمحاآمة أمام محاآم شعبية للرد على جرائمهم ضد الشعب المصري. وينبغي أن تؤخذ ثروة النخبة الحاآمة الفاحشة من أيديها الجشعة واستخدامها لصالح الأغلبية في المجتمع. الاشتراآيون يدعون إلى تأميم الشرآات الكبرى في مصر والمصارف والعقارات الكبيرة وتخطيطها الديمقراطي لتلبية احتياجات الغالبية العظمى. ولا يمكن الثقة في أي نظام "خلاص وطني" جديد على أساس مصالح الطبقة الحاآمة والإمبريالية. إن المفتاح ليس فقط لإزالة مبارك وعشيرته على الفور، ولكن لجرف النظام الفاسد آله. ولا يجب أن تثق المعارضة الجماهيرية في أي مناورات تهدف إلى إحباط المكاسب الديمقراطية الحقيقية والتغيير الاجتماعي. الإمبريالية هي تبحث عن نوع من "الوحدة" أو "الانتقالية" للحد من التنقل والحفاظ على مستقبل مصر الرأسمالي. لضمان القطع التام والنظيف مع النظام، حكومة تمثل الجماهير المصريين — حكومة عمال والفقراء — هناك حاجة ملحة. ومن شأن هذه الحكومة ضمان مطلب شعبي لإجراء انتخابات حرة ومباشرة واتخاذ تدابير عاجلة لتحسين مستويات المعيشة. الاشتراآيون يدعون إلى جمعية تأسيسية لحكومة عمالية وديمقراطية، وحكومة من الأآثرية عمال المدن وعمال الأرياف. هذا هو السبيل الوحيد للفوز الدائم والكامل ولحقوق ديمقراطية طويلة بما في ذلك الحق في التجمّع والإضراب وتنظيم النقابات العمالية المستقلة الديمقراطية. وهذه هي الطريقة الوحيدة لضمان الحد الأدنى للأجور المعيشة ووظائف مضمونة ومنازل لائقة والتعليم والصحة للجميع. حرآة الثورة يجب أن تشمل جميع أنحاء المنطقة وتطويرها مع برنامج اشتراآي — لمصر اشتراآية واتحاد آون فدرالي اشتراآي في المنطقة، على أساس المساواة والإرادة. | ![]() المقالات الأخيرة في الموقع |