تتابع موجة الاحتجاجات عقب حادثة الاعتداء المروعة بدافع الخوف من المثلية الجنسية ![]() في الأول من آب / أغسطس، قتل اثنين من المثليين وإحدى المثليات في تل أبيب، في واحد من أعنف الاعتداءات المروعة بدافع الخوف من المثلية الجنسية في تاريخ إسرائيل. وقد أعقب هذا الاعتداء وعلى الفور موجة مهمة من الاحتجاجات التي شاركت فيها حركة النضال الاشتراكي مشاركة كاملة ضد تحريض المؤسسة الإسرائيلية على الخوف من الجنسيـة المثلية واضطهاد المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا وربطها مع النضال ضد: الجنسانية والعنصرية والاستغلال والقمع القومي للفلسطينيين 2,286
بعد سنوات من التحريض والعنف، فقد حدث أخيرا في تل أبيب. في الأول من آب / أغسطس وفي حوالي الساعة 23:00 أن قام رجل يرتدي ملابس سوداء وقناعا باقتحام منشأة لرابطة المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا أثناء عقد الأمسية الأسبوعية لرابطة المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا من الشباب حيث أطلق الإرهابي النار في كافة أرجاء المكان لدقيقة وطاف الغرف بحثا عمن كانوا يختبئون فيها. وأسفر الهجوم عن إصابة أغلب الحاضرين بجروح خطيرة حيث تمكن البعض من الفرار من الفناء الخلفي، فيما لقي اثنان مصرعهما على الفور وهما نير كاتز (26 عاما) وليز تروبيشي (16 عاما). كان نير الدليل الذي ساعد العديد من الشباب الذين اعتادوا القدوم إلى هذا المركز مثل ليز. وفيما يتعلق بالإرهابي، فقد تمكن من النجاة من الاعتقال ولم يتم القبض عليه حتى الآن. وبعد وقت قصير من انتشار الأنباء حول الهجوم القاتل، بدأ الناس في التجمع بشكل تلقائي بالقرب من المكان وبدؤوا مراسم الحداد ورفع لافتات الاحتجاج حتى أن بعضهم بدا بالحديث عن الرعب. وفي وقت متأخر من الليل، وبعد بضع ساعات من الهجوم، انطلق متظاهرون زاد عددهم عن الألف واشتمل جمعهم على مثليات ومثليون وثنائيو جنس ومتحولون جنسيا وغيرهم من أعضاء حركة النضال الاشتراكي وحزب الجبهة في مسيرة عبر الشوارع الرئيسية في تل أبيب وهم يهتفون ضد التحريض على كراهية المثليين رافعين شعارات مثل: " أيها المحرضون على كراهية المثليين، دم الأطفال يلطخ أيديكم!"، "المثليون والمثليات يريدون العيش في هذه المدينة!"، و "لن نعود إلى الخزانة ولا يوجد ما يسمى ديمقراطية دون تحقيق المساواة"، و" نحن نريد المساواة في الحقوق وفي أماكن العمل والمدارس والزواج، نريد المساواة الكاملة ولا أقل من ذلك!"، " نحن نناضل من أجل المساواة، ولهذا فنحن نحطم جدران الخزانة! "،" مثليو الجنس يسيرون هنا بلا خوف!"،" كلنا معا وبكل فخر، ودون خوف!". وانتهت المسيرة في وسط المدينة عند مركز رابطة المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا بتجمع لإقامة شعائر الحداد. وقد شهد الأسبوع التالي احتجاجات ومراسم تضامن وحداد على الأحداث التي وقعت في إسرائيل لم يسبق لها مثيل نظمها المثليات والمثليون وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيا، وقد حازت هذه الاحتجاجات وعلى نطاق غير مسبوق على دعم جماهيري لنضال المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا وقد وصلت فعاليات هذا الأسبوع إلى ذروتها بالتظاهرات الحاشدة في تل أبيب بمشاركة ما يقرب من 70٬000 شخص. أما على المستوى الدولي، فقد تم تنظيم فعاليات التضامن، بما في ذلك المسيرات والاحتجاجات، في المدن الرئيسية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية. أحزاب المؤسسة الرسمية تذرف دموع التماسيحلقد أثار هذا الرد الغاضب الذي قادته أساسا ومبدئيا قوى الأحزاب اليسارية الراديكالية استنكارات استثنائية واضحة لهذا الهجوم من معظم الأحزاب السياسية الرئيسية (والحقيقة أنه لو لم يتم ذلك، لوصل الأمر إلى تطرف أوسع نطاقا). وفي الوقت نفسه، كانت هناك محاولات قوية لإخماد الاحتجاجات، بدءا من الادعاء الغاضب بأنه "لا يمكن التأكد من كون الدافع هو الخوف من المثليية الجنسية، وأن ما حدث لا يخرج عن إطار "قلب محطم ". لقد كانت هذه التعبيرات التي تؤسس لخوف متأصل مؤسساتيا من الجنسية المثلية، وذلك عن طريق التقليل من شان والحط من قيمة ما حدث متجاهلة حقيقة أن الإرهابي عرف مقصده بالضبط وحيث انه حاول ذبح أكبر عدد ممكن من فئة الشباب من المثليات المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا. فلو كان الدافع وراء هذا الهجوم الإرهابي قوميا، لما تجرأت الشرطة على الادعاء بأن الدوافع الشخصية أي " تحطم قلب الجاني" هي الدافع لهذا الفعل. وبعد يوم من الهجوم، نظمت تظاهرة حاشدة حضرها المئات قرب مكان الهجوم، وذلك قبيل بدء مراسم الجنازة حيث خيمت على المكان مشاعر الخوف والغضب والألم. وبشكل مستفز للمشاعر، حضر سياسيون من أحزاب المؤسسة الرسمية، بمن فيهم رئيسة المعارضة البرلمانية تسيبي ليفني، لإلقاء خطبة نفاق تعبيرا عن التضامن. لقد تجاهل هؤلاء الساسة الكبار مسؤولية أحزابهم عن التحريض على كراهية المثليين والتمييز ضدهم وتبرئة اليمين المتطرف وركزوا على دعوة شخصية للآباء لقبول ما حدث لأطفالهم وللشباب لاكتساب القوة 'للخروج من الخزانة' بكل ثقة. وبصرف النظر عن عدم اتخاذ خطوات عملية لسحق رهاب الجنسية المثلية واليمين المتطرف، فهل يمكن غض النظر عن انه بينما تلقي ليفني الخطابات عن رعايتها لمستقبل الشباب، فأنها كانت شريكا كاملا في مهاجمة الفقراء وأسر العاملين وخدمات الرعاية الاجتماعية، والمذبحة التي راح ضحيتها مئات من الشباب من المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا وغيرهم في غزة ولبنان؟ فبينما كانت عضوا في الحكومة، دأبت ليفني على البقاء هادئة دائما فيما يتعلق بالتحريض على الكراهية القاسية تجاه المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا الصادر عن حكومتها حيث دأب زملاؤها في تحالف اليمين المتطرف على مقارنة المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا بالوحوش، وإلقاء اللوم على "الغير مستقيمين" كونهم مرضى عقليين لنشرهم الأمراض وتسببهم بالزلازل ( مقتبس حرفيا من تصريحاتهم). وأما فيما يتعلق بأعضاء حزب ليفني أي أعضاء حزب كاديما ( "إلى الأمام")، فقد دعموا التشريعات المناهضة للديمقراطية والتي رمت إلى السماح للبلديات بحظر "مواكب الفخر". حتى أن زملاءها في الحزب بما في ذلك رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت أدانوا وبشدة مواكب الفخر السنوية في القدس (وهي عبارة عن مسيرة منظمة ضد رهاب المثلية الجنسية). أما الرئيس الحالي شيمعون بيريز، وهو أيضا من حزب كاديما، فقد وجه خطابا إلى جموع المشاركين في ختام أسبوع التظاهرة الحاشدة، ولكنه شارك شخصيا في الحملة القاسية لكراهية المثليين، مما أدى إلى وقوع هجوم إرهابي على مسيرة القدس في عام 2005 والذي تمثل في اعتداء غلاة المستوطنين المتشددين بالطعن على المشاركين في المسيرة. ومن المفارقات في هذا الموضوع، إن بيريس، الذي قال سابقا انه عموما ضد مواكب الفخر في إسرائيل، كان قد ووجه بالنقد اللاذع على صفحات صحيفة هآرتس بعد يوم من التظاهرة الحاشدة وبالخط العريض وتحت عنوان "كانت واحدة من اللافتات الوحيدة التي رفعت في المسيرة والتي نصت على أن " كارهي المثليين في السلطة هم المسؤولون عن الكارثة' والتي وجهت إلى رئيس الدولة الذي لا يستطيع أن يقول كلمة' مثليّ'؟". وقد رفع هذا الشعار الكبير حركة النضال الاشتراكي وبطبيعة الحال كان موجها نحو رئيس الحكومة. رهاب المثلية يجتاح الحزب الشيوعيانه لمن المفهوم تماما لماذا يعلق كثير من الناس الآمال وينسجون الأوهام فيما يتعلق بالاستعراض الوهمي للمؤسسة الرسمية للتعاطف لم يسبق له مثيل نحو حقوق المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا (بما في ذلك الزيارة الأولى لرئيس وزراء لمركز من مراكز المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن نتنياهو دخل إلى ميدان المنافسة مع ليفني). ومع ذلك، فإنه من المؤسف أن ترى مثيلي الجنس من النشطاء اليهود من أعضاء الحزب الشيوعي يصفقون بانتهازية أثناء خطاب ليفني بعد يوم من عملية القتل، وتغذية أوهامها على نحو فعال بدلا من محاولة فضحها على نطاق أوسع. وقد رد أحد الأعضاء الناشطين في الحزب الشيوعي، وهو من مثيلي الجنس والذي أسس جماعة المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا ( "منتدى الأحمر والوردي") في حزب الجبهة، على الهجوم الإرهابي بمقالة عامة تستعرض لانتقادات حادة للرهاب المتجذر واسع الانتشار من الجنسية المثلية في أوساط الحزب الشيوعي وحزب الجبهة (والذي يدعي وبحق أنها ظاهرة مشتركة "بين اليهود والعرب")، والنهج الانتهازي في القيادة التي تخاف "من خسارة الأصوات" إذا ما اتخذت مواقف قوية مبدئية من هذه المسألة. عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية عفو أغبارية الذي كان قد تفوه بعبارة قبل بضعة أشهر تدل على رهاب من المثلية، وكرد على النقد الذي وجهه إليه ناشطون في منتدى "أحمر — وردي"، اجتمع وتناقش لأول مرة مع ممثلي منظمات المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا، العربية واليهودية. تمثل هذه الخطوة دفعة إلى الأمام والتي من المفترض أن تتبعها خطوات أخرى من قبل الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية لتعزيز النضال ضد اضطهاد وتمييز والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا. النائب دوف حنين قال بشكل لا لبس فيه أمام ليفني، عندما تحدث في التظاهرة المصغرة التي عقدت في الثاني من أغسطس، أن الألم والغضب، ينبغي أن يترجما إلى تقرير مصير وكفاح. ولكن للأسف، وعلى عكس ما ينبغي على متحدث ناشط من ثنائيي الجنس فعله، فانه لم يقم صلة واضحة وملموسة مع صراعات حادة أخرى من صراعات هذا الزمن ولم يثر انتقادات لأحزاب المؤسسة الرسمية. وخلافا لذلك، فقد عرض الناشط المذكور بشكل حاد النضال ضد حكومة اليمين المتطرف، والكفاح ضد ترحيل أطفال المهاجرين، والنضال الذي يتم قمعه بوحشية ضد احتلال الفلسطينيين. ضعوا حدا لكافة أشكال التمييزقاد أعضاء حركة النضال الاشتراكي من المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا وسائر أعضائها مظاهرات احتجاج صغيرة في نهاية هذه التظاهرة التي عقدت بعد يوم واحد من الهجوم وهم يهتفون: "الكارهون للمثليين في السلطة هم المسؤولون عن الكارثة"، و" لن ننسى ولن نغفر،سنناضل ولن نهرب" و "العدالة الاجتماعية الآن، والمساواة الكاملة للمثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا"، و"الحقوق المتساوية لكافة الجماعات، كفى لكافة أشكال التمييز". وقد انضم العديد إلى نداءاتنا. كما عقدت حلقة احتجاج مماثل في نهاية التظاهرة الجماهيرية حيث حضر أعضاء حركة النضال الاشتراكي وبعض المؤيدين، ووزعوا البيانات والملصقات الخاصة بهذا الحدث، وتناقشوا مع الناس عن الوضع وماهية السبل التي ستقود للمضي قدما في النضال، كما عقدوا لقاءات مع أشخاص راغبين في الانضمام لمنظمتنا. ولدى انتصاف الليل، كان قد انضم إلينا بعض الشباب والبالغين، وأطلقنا إضافة إلى دعواتنا السابقة النداء التالي: "الديمقراطية الحقيقية هي حيث لا إكراه في الدين"، "حديث اقل، أفعال أكثر — اقضوا على الخوف من الجنسية المثلية"، "كفى، طفح كيل التمييز — افصلوا الدين عن الدولة"، " كفى، طفح كيل التمييز في أماكن العمل"، "الكفاح ضد الحكومة التي تضطهد وتحرض"،" واحد، اثنين، واحد، اثنين، سنقيم مسيرتنا في القدس!" و "الخوف من الجنسية المثلية والعنصرية، كلاهما بنفس القدر من العنف" و" المثليات والمثليون وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيا من اليهود والعرب يناضلون ضد الظلم" " المثليات والمثليون وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيا في غزة وسديروت يريدون أيضا أن يعيشوا". وقد انضم إلينا بعض الشباب في الغناء قائلين "اووووه، أيها الجبناء المعادون للمثليين، أيها السياسيون العنصريون، ويا أرباب العمل الاستغلاليين، سنرسلكم إلى الجحيم!" و "في تل أبيب، في القدس، وفي كل ركن في هذا البلد، سنسحق الرهاب من الجنسية المثلية، ونصفي التحريض!" يستمر الكفاحلقد أدى الضغط الجماهيري على المؤسسة السياسية والحكومة والشرطة والمحاكم إلى زيادة مؤقتة في الاضطهاد القانوني لحوادث التحريض على كراهية المثليين والتهديدات (باستثناء تلك التي أدلى بها كبار الساسة، طبعا) فيما يعتبر تسترا على السلوك الروتيني الشائن للدولة، إلا انه ينبغي أيضا النظر إليه باعتباره إنجازا بحد ذاته للاحتجاجات الأخيرة. ومنذ الهجوم الإرهابي، كان هناك تحشيد هائل للمثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا من الشباب والبالغين، مع التركيز على طبقة معينة معظمها من الشباب الذين تعرضوا للتطرف ودخلوا نطاق النشاط السياسي والنضال على نطاق أوسع لأول مرة. لقد حطم هذا الهجوم الإرهابي القاتل قد الكثير من الأوهام التي عززتها عناصر ليبرالية ونخبوية بأن تل أبيب فقاعة "آمنة " وان النضال هناك قد انتهى. إن العنف المرافق لظاهرة الخوف من المثلية الجنسية، وإن كان ذلك على نطاق أضيق من المدن الرئيسية الأخرى، ما زال واقعا يوميا في تل أبيب، ومن المهم أيضا أن نلاحظ أن جرائم القتل والانتحار المتأثرة بالرهاب من الجنسية المثلية والتحيز ضد المرأة هي أيضا جزء لا يتجزأ من الواقع، حتى لو كان سبب الموت واضحا في كثير من الحالات. يشكل تعزيز قوى الجناح اليميني خطرا عاما يتجلى في الهجمات الواسعة على الحقوق الديمقراطية أو يتوضح على سبيل المثال في حقيقة حضور نشطاء يمينيين إلى تل أبيب في السنوات الأخيرة للاحتجاج على مواكب الفخر السنوية التي تعقد هناك. ولذلك ينبغي التعامل مع مسألة كيفية محاربة اليمين المتطرف. حذار من الأصدقاء الزائفينتكتفي قيادة التيار الرئيسي لمنظمات المثليات والمثليون وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيا برضاها التام عن العناق المتبادل مع المؤسسة الرسمية، وتفضل تجنب أي تصعيد للصراع حاليا، كما تكتفي بالتركيز على إقامة مراسم الحداد وتشعر بالرضا عن وعود السياسيين. ولكن هذا العناق خطير لأنه لا يخرج عن كونه عناق الدب من أصدقاء زائفين إذ ينبغي النظر إلى الأمور ضمن سياقها السياسي الأوسع حيث تنخرط الحكومة اليمينية المتطرفة في حرب ضد الغالبية من السكان الإسرائيليين والسكان الفلسطينيين على حد سواء كما أنها تشكل تهديدا لأمن السكان في البلدان المجاورة وذلك بسبب الزيادة الهائلة في التسلح العسكري. وبالتالي، فان حكومة لا تحظى بالشعبية وعاجزة وغير مستقرة بذلك القدر قد ترغب في تهدئة هذا الصراع أو ذاك من أجل مصالحها الدموية الخاصة عن طريق إطلاق التلميحات والوعود. إن سحق الرهاب من الجنسية المثلية لدى المؤسسة الرسمية من الأهمية بمكان باعتباره جزءا من النضال من أجل تصفية الخوف من الجنسية المثلية وكذلك التحيز ضد المرأة والعنصرية تصفية تامة من المجتمع. إلا أن الحكومة والأحزاب الحكومية المسماة أحزاب المعارضة لن تقدم أي حلول جدية وكما هو الحال دائما إلا من خلال الإصرار على النضال الذي لا يمكن تحقيق تغيير جدي بغيره، ولا ينبغي ان يستثنى من هذا النضال التنحية الكاملة للقوى اليمينية الحزبية الحالية. لقد تمخضت الأيام التي تلت جرائم القتل عن طرح مبادرات جديدة مستقلة وتشكيلات. فقد تمت الكثير من الأحداث والاحتجاجات والمسيرات على الرغم من الاعتراض الذي ووجهت به من قبل قيادات المنظمات الرئيسية. لقد خافت تلك القيادات من موجة الاحتجاجات المتصاعدة لأن الاحتجاج القوي والواسع لن يفسح المجال أمام هذه القيادات لاحتضان حكومة اليمين المتطرف وأصدقاء زائفين آخرين في المؤسسة الحاكمة. فقد قام منظمو المسيرة الشعبية في تل — أبيب، على سبيل المثال، بالسماح للرئيس ولثلاثة وزراء بإلقاء خطابات، لكنهم منعوا ممثلة منظمة النساء المثليات الفلسطينيات "أصوات" وعضو الكنيست السابق عصام مخول من الجبهة الديمقراطية من إلقاء خطابهما. من خلال هذه التوجه القومجي المخزي، فقد وافق أولئك المنظمون على تقسيم نضال المثليات والمثليون وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيا إلى خطوط قومية، فهم يساهمون بذلك في خلق صورة مزيفة "للديمقراطية" التي يحاول سياسيو اليمين تقديمها. تحاول قيادات المنظمات الرئيسية للمثليات والمثليين وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيا إحباط المبادرات المستقلة من خلال نشاطات ميدانية بغية استرضاء وتهدئة خاطر اليمين. إن هذه المبادرات المستقلة التي بادر إلى قيادتها ناشطون شباب (وخصوصا المتحولون جنسيا) والذين يشعرون بالاشمئزاز من قادة المجتمع الانتهازيين وذاتيي التعيين قد ركزت وبشدة على الحاجة إلى إجراء نقاشات ديمقراطية وعلى الحاجة كذلك وفي بعض الأحيان إلى ربط نضالهم مع النضالات الاجتماعية الأخرى. وتظهر هذه الجهود الإمكانية لدمقرطة تلك المنظمات بصورة أكثر جدية، وهو الشرط للتقدم في نضال المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا. ان العناق الذي تطوقنا به المؤسسة الرسمية والذي لا يزيد عن كونه عناق الدب يفتح الباب لتعزيز القوى اليمينية وفي المحصلة زيادة القهر الذي يتعرض له المثليات والمثليون وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيا. ولكن وفي موازاة ذلك، هناك فئة من الناشطين الراديكاليين الذين يبحثون عن طريقة لقيادة هذا النضال من اجل تحقيق انتصار حقيقي مستأنسين بروح العام 1969 الذي قامت به ثورة ستون وول لتمرد المثليين حيث يدرك العديد من الناشطين الراديكاليين بوضوح انه يجب القضاء على جميع أشكال التمييز والقهر، الامر الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الثورة الاجتماعية التي ستؤسس لبناء مجتمع ديمقراطي اشتراكي. وكما في السابق، فإننا نعتزم مواصلة مشاركتنا المبدئية في نضال المثليات والمثليون وثنائيو الجنس والمتحولون جنسيا وتعزيز التعاون مع المبادرات المستقلة ومناقشة واقتراح الخطوات اللازمة لتعزيز الكفاح بما في ذلك إقامة روابط مع النضالات الاجتماعية الأخرى وإقناع أناس جدد بالانضمام إلينا في هذا النضال الذي عزمنا عليه. وبهذا وعليه، تدعو حركة النضال الاشتراكي إلى:
| ![]() المقالات الأخيرة في الموقع |